ضجت البحرين مؤخرًا بخبر رحيل الابنة البارة أسماء فؤاد الكواري رحمها الله، والتي قضت نحبها بحادث سير مؤسف بشارع الزلاق. وشاء القدر أن يعرج نازع الأرواح على لزيمة الحلقات القرآنية، دون أن يمنحها فرصة توديع أحد، وبقدر الخيرين، رحيلهم مفاجئ، وصاخب.   

ولطالما كان الموت الستارة الأخيرة التي تسدل على شخصيات بسيطة بالمجتمع بظاهرها، لكنها طيبة الذكر، عميقة التأثير بالآخرين.

ويمثل رحيل أسماء محطة تذكير جديدة لمراجعة العلاقة بالخالق والوالدين، ومن يشاركنا يومياتنا المكتظة بخزعبلات الحياة الفانية.

ويمثل أيضا، فرصة لتجنب التعثر بمصالح الناس، وبأرزاقهم، وتأمل الوحدة العظيمة التي لا يذوي ظلمتها إلا العمل الصالح.

وخلفت الراحلة قصاصة ورقية صغيرة بحقيبة يدها، خط عليها بقلم من رصاص: عندما يستقر معنى لا إله إلا الله في نفس الشخص، يعيش بلذتها، ويتقبل كل الأوضاع، ولا يخضع لأحد، بلال بن رباح هذا الصحابي القدوة في ثباته بأحد أحد.

سطور موجزة تمثل منهاج عمل وحياة، فرحمك الله يا بنت الكواري، وأسكنكِ فسيح جناته، وألهم أهلكِ الصبر، والسلوان.