العدد 3252
السبت 09 سبتمبر 2017
banner
رؤيا مغايرة فاتن حمزة
فاتن حمزة
هكذا تكلم علي عبدالستار
السبت 09 سبتمبر 2017

المرء يختبئ تحت لسانه، وعندما ينطق الإنسان عفو الخاطر تجري الكلمات النابعة من صدق الإحساس وحقيقة المشاعر بلحن هادئ جميل لا تخضع له الإملاءات ولا ضغوط اللحظة.

هكذا كان المطرب علي عبدالستار، فقد استخرج مقدم البرامج عثمان آي فرح أفضل ما عند عبدالستار خلال استضافته، ولا أدري لماذا حلقت بي ذاكرتي في الزمن الغابر، لأستحضر منها إسقاطا تاريخيا، فقد سأل معاوية سعداً كما روى مسلم في الصحيح: (عن عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَة بْنُ أَبِي سُفْيَانَ سَعْدًا فَقَالَ: مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُّرَابِ؟ فَقَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتُ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَنْ أَسُبَّهُ، لَأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَهُ، خَلَّفَهُ فِي بَعْضِ مَغَازِيهِ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ: يَا رَسُولَ اللهِ خَلَّفْتَنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى؟ إِلَّا أَنَّهُ لَا نُبُوَّةَ بَعْدِي، وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ فَتَطَاوَلْنَا لَهَا فَقَالَ: ادْعُوا لِي عَلِيًّا، فَأُتِيَ بِهِ أَرْمَدَ، فَبَصَقَ فِي عَيْنِهِ وَدَفَعَ الرَّايَةَ إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) دَعَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلِيًّا وَفَاطِمَةَ وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ: اللهُمَّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي.

نحن نعلم يقيناً أن معاوية لم يأمر سعداً بسب علي رضي الله عنهم أجمعين، وإنما أراد الاستفهام عن علة تمنعه واستخراج أفضل ما عنده في فضل علي رضي الله عنه.

وهذا تماماً ما أراه في حقيقة عثمان آي فرح وعلي عبدالستار، لا هذا أراد الإساءة ولا ذاك أخفى حقيقة مشاعره، الجميع اليوم عليه أن يمارس مسؤوليته لمحاربة التطرف والإرهاب وفي الوقت ذاته لا نرضى بالإساءة لنا، ولنترك معالجة الأمور لأصحاب الشأن وبإذن الله ستعود العلاقات عند تطبيق الشروط المطلوبة كاملة والتي حتماً ستصب نتائجها على شعوب المنطقة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .