+A
A-

إسرائيل: اغتيال فقها قد يشعل حربا رابعة

رفع جيش الاحتلال الإسرائيلي درجة تأهبه على طول الحدود مع قطاع غزة تحسبا من انتقام محتمل تنفذه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) ردا على اغتيال الأسير المحرر مازن فقها القيادي في كتائب القسام. 

وعلى الجانب الفلسطيني، أغلقت وزارة الداخلية والأمن الوطني في قطاع غزة معبر بيت حانون (إيريز) شمال القطاع حتى إشعار آخر، وقال الناطق باسم الوزارة إياد البزم إن الإغلاق يأتي في إطار الإجراءات التي اتخذتها الأجهزة الأمنية في غزة عقب اغتيال فقها.

وكانت حماس قد توعدت بالرد بشكل قاسٍ على اغتيال فقها وبالطريقة المناسبة التي توازي حجمَ هذه الجريمة. واستشهد فقها بعد تعرضه لإطلاق نار مباشر من مسلحين مجهولين في منطقة تل الهوى جنوبي مدينة غزة.

وقال القيادي في الحركة فوزي برهوم إن “العدو الإسرائيلي هو الذي يقف وراء هذه الجريمة، هو الذي خطط ونفذ بمشاركة عملائه على الأرض”.

وحمّل برهوم في مقابلة خاصة له مع وكالة الأناضول، إسرائيل تداعيات الجريمة التي وصفها بـ “النكراء”.

وقال “العدو أراد أن يفرض معادلة القتل الصامت دون أن ترد المقاومة، وهذا لا يمكن أن تقبل به حركة حماس ولا المقاومة الفلسطينية”. وتوعد الاحتلال قائلا “ردّنا لن يتنبأ به العدو، وسيدفع الثمن غاليا”.

وعبّر الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أمان عاموس يادلين عن قلقه من أن يؤدي اغتيال مازن فقها الجمعة الماضية في غزة لحرب رابعة بين إسرائيل وحماس، رغم أن لدى إسرائيل ردعا قائما أمام الفلسطينيين.

ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن عاموس قوله إن حماس قد تتخذ القرار بتحميل إسرائيل مسؤولية الاغتيال وتقوم بالرد، فترد إسرائيل من جهتها وبصورة سريعة، وهكذا نجد أنفسنا أمام مواجهة جديدة إضافية. لكن المرشح لرئاسة حزب العمل الإسرائيلي أما آفي غاباي قال إن حادث الاغتيال يجب أن يشكل دافعا لسكان قطاع غزة لعدم الذهاب لمواجهة عسكرية جديدة، وزعم أن الحل للأزمة الحاصلة بغزة يكمن في المسار الاقتصادي. من جهته، قال مراسل صحيفة يديعوت أحرونوت أليئور ليفي إن حماس ليست معتادة على اغتيالات من هذا النوع بغزة لأن منفذ اغتيال فقها أراد تشتيت أصابع الاتهام. ونقل ليفي عن أوساط فلسطينية في غزة قولها إن من الواضح أن إسرائيل تريد من وراء حادث الاغتيال بعث رسالة للأسرى المحررين الآخرين الذين تم إبعادهم إلى قطاع غزة بأنهم ليسوا بعيدين عن الاستهداف الإسرائيلي، وخاصة لمن يواصلون إقامة الخلايا المسلحة في الضفة الغربية. كما بعثت رسائل لقيادة حماس الجديدة وعلى رأسها يحيى السنوار، بأنه لا أحد في غزة محصن من أن تناله يد إسرائيل الطويلة. وأشار إلى أن فقها -أحد قادة مكتب الضفة الغربية الموجود في قطاع غزة والمسؤول عن النشاطات العسكرية لحماس في الضفة- لم يتردد لحظة في الاستمرار في طريق العمل المسلح، وأن الخلايا المسلحة التي أشرف على تشكيلها سعت لتنفيذ عمليات عسكرية بما فيها “العمليات الانتحارية”.