لا يكاد يمر يوم إلا تؤكد مملكة البحرين دورها البارز وتثبت حضورها اللافت في البيت الخليجي. هذا الدور المحوري لم يأت من فراغ، بل هو نتاج رؤية سديدة ومكانة رفيعة تحتلها القيادة البحرينية في قلوب ووجدان قادة وشعوب دول مجلس التعاون.

أمس استقبل عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، وولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حيث اطلع جلالته على نتائج زيارتي سموهما التاريخيتين لدولتي قطر والكويت الشقيقتين.

كل المؤشرات تؤكد أن الزيارتين أثمرتا نتائج إيجابية تصب في دعم المسيرة المباركة لمجلس التعاون والحفاظ على المنجزات والمكتسبات التي حققتها دول المجلس خدمة لمواطنيها وتعزيزا لأمنهم واستقرارهم ورخائهم، وانطلاقًا نحو مزيد من التكامل والتعاون المشترك وتوحيد الرؤى والمواقف تجاه القضايا الخليجية والعربية والإسلامية في ظل التحديات الجسام التي تواجه المنطقة.

صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يدرك بحكمته وحنكته السياسية حجم التحديات التي تواجهها المنطقة على جميع المستويات سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، وزيارة سموه إلى دولة قطر الشقيقة تمثل دفعة قوية نحو الإسراع بخطى التعاون والتنسيق الثنائي والخليجي في المجالات كافة بما يحفظ أمن واستقرار دول مجلس التعاون ورخاء شعوبها.

الاستقبال الكبير والحفاوة البالغة اللذان خصت بهما دولة قطر، قيادة وشعبًا، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة يعكسان بوضوح مقدار المحبة التي يكنها جميع أبناء دول المجلس لسمو رئيس الوزراء، فهم يعرفون سموه والدًا لكل مواطن خليجي، ويقدرونه قائدًا خليجيًا وعربيًا استثنائيًا.

وتأتي زيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد إلى دولة الكويت تأكيدًا على دعم وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، ودليلاً على أن اللقاءات والمباحثات التي تجريها القيادة الرشيدة على أعلى المستويات تدفع نحو الانطلاق بمسيرة العمل الثنائي والخليجي المشترك إلى آفاق أرحب من التعاون والتنسيق. 

من الطبيعي أن تقوي الزيارتان تماسك النسيج الخليجي وتعززان من لحمته وترسيان قواعد راسخة ومتينة لتعاون نموذجي تصب نتائجه في صالح جميع أبناء الخليج، وخدمة التنمية الخليجية الشاملة، وتحقيق الرخاء والاستقرار، وإعطاء زخم جديد لمواصلة مسيرة التطور والازدهار.