+A
A-

المفاوضات حول سوريا تتواصل في جنيف وتصعيد عسكري على الارض

بدأ اليوم الاول من المفاوضات الفعلية حول سوريا في جنيف الجمعة، في وقت شهد الوضع العسكري على الارض تصعيدا مع مقتل 51 شخصا في تفجير انتحاري في مدينة الباب التي اعلن مقاتلو المعارضة استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية خلال الساعات الماضية.

وارتفعت حصيلة الهجوم الانتحاري بسيارة مفخخة شمال شرق مدينة الباب في محافظة حلب في شمال سوريا الى 51 قتيلا، من مقاتلي المعارضة ومدنيين، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ويأتي ذلك غداة اعلان فصائل مقاتلة مدعومة من تركيا السيطرة على المدينة.

في هذا الوقت، اعلنت بغداد للمرة الاولى استهداف مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، في تدخل هو الاول من نوعه منذ بدء النزاع.

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "انتحاريا فجر سيارة مفخخة استهدفت منطقة المجلس العسكري والمؤسسة الأمنية (المعارضة المسلحة) في منطقة سوسيان الواقعة شمال غرب مدينة الباب" في شمال سوريا.

واشار الى ارتفاع حصيلة القتلى الى 51 بين مقاتلين معارضين ومدنيين، بعد حصيلة سابقة تحدثت عن 42 قتيلا. وقال ان بين القتلى 34 مدنيا، مرجحا ان "ترتفع الحصيلة نظرا لوقوع عشرات الاصابات بعضها بليغة". وتقع سوسيان على بعد نحو ثمانية كيلومترات من الباب حيث تواصل الفصائل المعارضة مطاردة من تبقى من عناصر تنظيم الدولة الاسلامية.

في اسطنبول، اعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم مقتل جنديين تركيين واصابة آخرين بجروح الجمعة في اعتداء انتحاري عند مدخل مدينة الباب.

وتشارك قوات تركية في معركة الباب.

في بغداد، اعلن رئيس الوزراء حيدر العبادي ان القوات الجوية العراقية نفذت الجمعة ضربات جوية ضد مواقع تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، مشيرا الى ان المواقع المستهدفة "مسؤولة عن التفجيرات الارهابية الاخيرة في بغداد". وقال في بيان "عقدنا العزم على ملاحقة الارهاب الذي يحاول قتل ابنائنا ومواطنينا في اي مكان يتواجد فيه".

واكد مصدر مقرب من وزارة الخارجية السورية ان القصف العراقي تم بالتنسيق مع دمشق، حسبما نقلت عنه صحيفة "الوطن".

ويقع الموقعان اللذان استهدفا (الحصبة والبو كمال) على مسافة قريبة جدا من الحدود العراقية.

وتنفذ القوات العراقية حملة عسكرية واسعة من أجل استعادة السيطرة على مدينة الموصل في شمال العراق، آخر أكبر معاقل تنظيم الدولة الاسلامية في البلاد. وقد احرزت تقدما كبيرا خلال اربعة أشهر من العمليات.

وعلى الرغم من وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في سوريا، في نهاية كانون الاول/ديسمبر برعاية روسيا حليفة دمشق، وتركيا التي تدعم المعارضة، لم يتوقف العنف فعليا في سوريا. ولا يشمل وقف اطلاق النار الجماعات الجهادية وخصوصا تنظيم الدولة الاسلامية.

اجتماعات

وفي محاولة جديدة لايجاد حل للنزاع السوري الدامي، بدأت الجمعة في جنيف المحادثات الفعلية برعاية الامم المتحدة عبر لقاءات يجريها الموفد الدولي الخاص ستافان دي ميستورا مع كل من وفود الحكومة والمعارضة السوريتين بشكل منفصل.

وكانت جولة المفاوضات افتتحت الخميس بكلمة القاها دي ميستورا في حضور الوفود المشاركة، تحدث فيها عن "مسؤولية تاريخية" للافرقاء.

ودعا الحكومة السورية والمعارضة الى "العمل معا" لان "لا حل عسكريا" للنزاع.

وتناولت اللقاءات التي عقدها الجمعة تحديد شكل المفاوضات، وما اذا كانت ستعقد اجتماعات وجها لوجه بشكل مباشر. وفي جولات سابقة العام الماضي، جرت المفاوضات في قاعتين منفصلتين وقام مبعوث الامم المتحدة بدور الوسيط.