+A
A-

ناريس قمبر: طريق النجاح ليس مفروشًا بالورود

لقاؤنا هذا الأسبوع مع سيدة أعمال شابة طموحة ومتواضعة وأنيقة، تمتلك شخصية قوية فذة، درست وتخصصت في العلوم السياسية ببريطانيا، ودخلت عالم ريادة الأعمال منذ العام 2006، ثم توسعت فيه وأصبح اسمها لامعًا ومعروفًا.

وكان لـ "البلاد" هذا اللقاء مع صاحبة مقهى ومطعم "جنى" و"زعفران" ناريس قمبر في زاوية "رأي ورؤية":

 

- حدثينا عن الأساليب الإدارية التي توارثتموها من الجيل السابق؟

تعلمت من والدي نبيل قمبر (رحمه الله) أهمية إتقان أي عمل أقوم به والإحسان فيه اقتداء بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الله تعالى يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه)، فمنذ أن كنت طالبة بالمدرسة، ثم الجامعة كنت متحمسة للدخول والانخراط في الحياة العملية، وتخصصت في مجال العلوم السياسية لأصبح في المجال نفسه الذي كان يعمل به والدي، وقد تعارض زواجي المبكر فور تخرجي من الجامعة وتأسيس عائلة صغيرة مع الالتحاق بالعمل، إذ كان أطفالي صغارًا، ومن الصعوبة عليَّ تركهم لوحدهم رغم الإلحاح بداخلي لإنجاز شيء، خصوصًا مع رؤية والدي وتفانيه في عمله الذي كان يمتلك قائمة من القيم يسير عليها، ولهذا كان مثلي الأعلى.

كنت أهوى الطبخ، وكنت حريصة على الالتحاق بأي دورة تدريبية في مجال الطبخ بأنواعه والدخول في المسابقات والأعمال الخيرية، وبعد فترة من الممارسة تمكنت من هذا المجال، وفتحت مقهى ومطعم "جنى" في منطقة الضلع، وبعد سنوات عدة افتتحت "زعفران"، ولم أكن أتخيل أن أكون سيدة أعمال في يوم ما، بل كان شعوري بأن الجانب الأكاديمي هو ما يناسبني أو العمل بعد تخرجي في وزارة الخارجية أو في مكاتب الأمم المتحدة، لكنّ طريقا آخر كان مرسومًا لي.

والدتي هي الدكتورة دلال الشروقي "صاحبة أول دكتوراه في تراث الطبخ البحريني"، وهي مؤلفة كتب طبخ، وشعارها مهما تكن الظروف صعبة لابد من البحث عن المواطن الإيجابية والقوة فيها وإظهارها، واستمددتُ من والدتي قوتي، والقيم اكتسبتها منها ومن والدي.

 

- المستجدات والمتغيرات في الأساليب الإدارية، كيف تكون رؤيتكم للتعامل معها؟

كثير من الناس يدخلون مجال العمل اعتمادًا على الشكل الخارجي؛ بمعنى أن هؤلاء الناس يستسهلون العمل ويجدونه بسيطًا، ولذلك يدخلون فيه دون معرفة ودراية بما يحدث وراء الكواليس وما يتطلبه العمل.

لقد كانت لدي أفكار وردية عن العمل، وأن تحقيق النجاح سهل، ولكن منذ اليوم الأول شعرت بالحمل الثقيل، خصوصًا في مجال العامل البشري (الموارد البشرية)، وهو من أهم مجالات العمل، حيث لابد من إجادته وتطبيقه واختيار الناس المناسبين له والاستثمار فيهم وتدريبهم، وأن العمل فيه نجاح ومردود مالي، إلا أن فيه (عوار قلب).

أنا مؤمنة جدًا باستقطاب خبرات من خارج العمل سواء كانت بحرينية أو أجنبية، ومؤخرًا بدأت الاستعانة بهذه الخبرات للعمل سواء من البحرين أو من خارجها أو إعطاء دورات تدريبية للموظفين، فلابد من (إعطاء الخبز لخبازه)؛ لتطوير الموظفين والاستثمار فيهم، وزوجي مؤنس المردي هو الداعم الأول والأخير.

لدى مواجهتي مواقف صعبة أبحث عن حلول لها من المختصين وفي الكتب، والآن صار متاحا على موقع البحث (جوجل) كل ما أحتاجه من معلومات.

اكتشفت أن الناس يلفتها الديكور الخارجي، لذلك استثمرت بمبالغ كبيرة في هذا المضمار. أما في المستقبل، فإن ذلك سيحقق نتائج جيدة؛ لأن جودة الطعام لابد وأن يرافقها ديكور جميل.

 

- برأيكم، ما طرق التطوير الإداري؟

نحن في زمن تطور تكنولوجي متسارع، ولهذا هناك تشتت في الأفكار، ولابد من اتباع نظام دقيق في توزيع العمل والمهمات، ولابد من الاطلاع والمتابعة في مجالات أخرى مرتبطة بالعمل، وعندما أعود للمنزل دون تحقيق ما أصبو إليه أشعر أن يومي ذهب سدى. ولهذا أسعى جاهدة لتطوير إمكاناتي وإمكانات من حولي، وبناء فريق متماسك لا يتأثر بغياب شخص أو آخر.