العدد 2982
الثلاثاء 13 ديسمبر 2016
banner
مجلس الرئيس.. القمة والحوار
الثلاثاء 13 ديسمبر 2016

المتابع للقمة الخليجية السابعة والثلاثين والتي احتضنتها مملكة البحرين مؤخرًا، والمراقب لحوار المنامة الذي انتهت مداولاته أمس الأول، يستطيع أن يلمح الخيط الرفيع الواصل بين العرسين الخليجي والدولي، بما يثار من قضايا وما يتم طرحه من مناقشات في مجلس الرئيس الوالد خليفة بن سلمان، حفظه الله ورعاه.

الأمن ثم الأمن، هو العنوان الكبير الذي يفرض نفسه في إشارات سمو رئيس الوزراء، والأمن ثم الأمن هو القضية المحورية التي حكمت حدثين سياسيين مهمين خلال الأيام القليلة الماضية.  

قمة دول مجلس التعاون الخليجي طرحت الأمن القومي الإقليمي والأمن القطري كشريان رئوي تتنفس التنمية من خلاله الصعداء، وحوار المنامة يبحث في سيناريوهات الإمكان إذا ما تعرضت المنطقة والعالم لهجمات إرهابية مجهولة المصدر مترامية الأطراف، هنا تصبح لإشارات الرئيس القائد معناها ولتوجيهاته مغزاها ولتبريرها المنطقي فحواه عندما ينبّه سموه الإقليم بالمخاطر المحدقة، ويشدّد دائمًا وأبدًا على أن الشقيقة الكبرى السعودية تعمل جاهدةً مع أشقائها في المنطقة وأصدقائها في أرجاء المعمورة على تحقيق الاستباق الاستراتيجي الأمني في سبيل النأي عن أية أعمال إرهابية وأية احتدامات طائفية. 

ولعلّ في استجابة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفقه الله للدعوة الكريمة، من لدن رئيس الوزراء حضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان، حفظه الله ورعاه، لحضور حفل الغداء بقصره العامر ما يؤكد خصوصية العلاقة بين المملكتين الشقيقتين السعودية والبحرين من ناحية وبين الزعيمين الكبيرين من ناحية أخرى.

على أكثر من صعيد كانت للقراءات المتبادلة بين مجلس الرئيس والمنظومتين الإقليمية والدولية المذاق ذاته عند التعاطي مع القضايا المفصلية للقمة الخليجية السابعة والثلاثين، وتلك التي تخللت الملفات الثقيلة بجدول أعمال حوار المنامة.

كيف يمكن صون المكتسبات الاقتصادية لدول المنطقة؟ كيف يمكن حماية الاتفاقيات المرشحة للتألق بين دول مجلس التعاون الخليجي الناهضة؟ هل الانتقال من التعاون إلى الاتحاد سيكون آمنًا؟ وهل معابر الوصول ستكون معبدةً بالسلام الحارس للأوطان ومرصعةً بالتفاهم بين قادة حكماء والقائم على العدل والمساواة وحفظ الحقوق؟ 

بالطبع ممكن، وطنٌ خليجي واحد يدرك قادته خصوصية الإقليم، ويتقن حكامه لغة السياسة الدولية الجديدة، ويدرك مواطنوه أهمية فك الشفرات وترتيب الأولويات وتفسير الإحداثيات. 

 إنها معادلة في منتهى السلاسة والسهولة واليسر طالما صدقت النوايا ووضحت الرؤى وأصبح الجميع على قلب رجل واحد، يتفقون على كلمة سواء ويحرصون على سلامة الوطن وأمنه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية