العدد 2969
الأربعاء 30 نوفمبر 2016
banner
كيف لإيران بلد التخلف أن تتحدى الأمة العربية؟!
الأربعاء 30 نوفمبر 2016

قبل أيام كنت أشاهد برنامجا وثائقيا عن حرب 73، وكيف استطاعت مصر بما توفر لها من إمكانيات سحق جمجمة إسرائيل وتدمير خط بارليف واستعادة سيناء رغم خباثة الأميركان واشتداد الهجمة الإمبريالية والانحياز الأميركي الواضح لإسرائيل وصمت السوفييت الحليف القوي لأنور السادات آنذاك. كانت حرب 73 ردا لطبيعة العدوان وأسباب النكسة، وفرضت فيها الشقيقة مصر عملية تكتيكية ذات أهداف محددة أذهلت العدو الإسرائيلي بالاشتراك مع سوريا التي توجهت إلى الجولان. 

كان العرب في تلك الفترة أقوياء، وكان هناك نوع من التلازم بين العمل العسكري والعمل السياسي والجميع يقف على خط جبهة موحدة واسعة من المحيط إلى الخليج، وشهدت تلك الحقبة تفجير وتوجيه الطاقات العربية كلها على طريق دحر العدوان الاستعماري الصهيوني، ولكن ما يحصل اليوم شيء محير فعلا ونحن نرى الدولة الصفوية ووكر الإرهاب ومحاربة العروبة والإسلام إيران تعيث فسادا في سوريا والعراق ولبنان بما يخدم اهدافها التوسعية، وقد أعلنت مؤخرا توسيع نطاق المؤامرة وتحدي العرب والمسلمين، وذلك بفتح قواعد عسكرية في اليمن وسوريا، وهذا يعني بشكل طبيعي أن إيران بأنفاسها النتنة تصرخ في وجوهنا لتقول إنها تسعى الى تحقيق المزيد من خطواتها التوسعية وتلويث أكبر قدر ممكن من التراب العربي الطاهر. إيران بلد ضعيف عسكريا، ويمارس أكثر الأدوار جهالة في التاريخ وتتحكم فيه مجموعة من الملالي، والشعب يموت فقرا وجوعا ومعزول عن العالم، 80 مليون إيراني يعيشون دون أوكسجين ويتقاتلون فيما بينهم على “نتفة” خبز كما العصور الأولى للإنسان، وفي الأخير يخرج علينا هذا البلد المشلول بالتخلف والإرهاب ليتحدى الأمة العربية ويجاهر باقتطاع أجزاء منها، وكأن الدول العربية قاطبة ليست قوية ولا تملك مستقبلها ومصيرها. إيران عنصر ضار ومزعج للعرب ولكن يبدو أن الانقسام في صفوفنا - وتشتت الكلمة - قلب الصورة رأسا على عقب وجعل هذه العصابة تتوهم فعلا أنها قادرة على مواجهة الجيوش العربية. هناك قول خالد للرئيس العراقي صدام حسين لجنوده عندما لقن الإيرانيين درسا في الحرب (إنكم تقاتلون نيابة عن التاريخ في ماضيه، وفي حاضره ومستقبله، لأنكم تدافعون عن مجده وعن قيمه، إنكم تقاتلون كي ينهض العرب جميعا من غفوتهم ومهانتهم، إنكم تقولون لهم انهضوا لقد جاء زمن النهوض، إننا مؤمنون وهم دجالون).

من كل ما حدث نقول إن الوضع يحتاج إلى إرادة عربية كاملة بمعناها الواسع وضخامة الترسانة العسكرية العربية وحتى الخليجية مجتمعة تمحي الغطرسة الإيرانية في دقائق معدودة، فنحن أمة سلام نعم، ولكن من يريد أن يخلق لنا واقعا جديدا مثل إيران ومرتزقتها حينها سيكون للأمة العربية كلام آخر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .