خرج الآلاف من الكوريين الجنوبيين إلى شوارع العاصمة سول قبل أيام، على خلفية فضيحة سياسية هزت البلاد.

وجاء الاحتجاج الذي يعد الأكبر في العاصمة سول منذ عام، بعد يوم من اعتذار من رئيسة البلاد، قالت فيه إن “قلبها ينفطر” بسبب فضيحة سياسية خيمت على رئاستها وأكدت استعدادها للتعاون مع ممثلي الادعاء في تحقيقاتهم، مؤكدة أنها ستتحمل النتيجة في حال تمت إدانتها.
والفضيحة التي تعاني منها الرئيسة تتصل بمنحها صديقتها نفوذا استغلته في التدخل في شؤون الدولة.

 ترى ماذا لو كانت هذه الفضيحة في الدول العربية؟!
للأسف لا يزال بيننا من يعمل على طمس أصحاب القدرات والكفاءات وحرمانهم من الحصول على مناصب وخدمات، بل تفضيل الأقارب وإن كانوا لا يستحقون.

من المسؤولين من يرفع شعارات الأمانة والعدل، بينما كل دائرته من أقاربه!
اعتبارات شخصية تستبعد أصحاب الكفاءات، استغلال مستمر يمثل ظاهرة منتشرة واستمرارها حتماً سيؤدي إلى استمرار إقصاء المؤهلين والتوزيع غير العادل للخدمات، ومن دون وضع اعتبار لمعايير الخبرة والكفاءات.
إنها عقبات تقف أمام نهوض مؤسسات أية دولة، مسؤولون لا يرغبون في التطوير الفعلي، أبعدتهم مصالحهم عن أهم سمات النجاح، وهشاشة في أدوات الرقابة لعديد من الجهات وصمتها عن هذه التجاوزات حتماً سيحول دون تحقيق ما نصبوا إليه.سياسات وخطط تطبق وتجدد ولكن في المقابل النتائج مخجلة، أخطاء تحتاج لنظرة جديدة استراتيجية حازمة بعيدة المدى تدفع بالمواطن الأكفأ إلى ميادين العمل، تستثمر الطاقات بدل الاستثمار غير الشرعي للوظيفة من أصحاب النفوذ لتعيين ذويهم.

نحن بحاجة لمخلصين وأصحاب أمانة، ومحاسبة مستمرة للمخطئين، ومراقبة مباشرة في موقع العمل من الجهات المختصة، نحن بحاجة لتفعيل قانون يجرم توظيف الأقارب أو على الأقل أن يفصح المسؤول عن الأمر للحد منه، حتى نتمكن من مواكبة التطور وتحقيق تنمية شاملة في كل المحاور والمجالات.