العدد 2948
الأربعاء 09 نوفمبر 2016
banner
الطريق للبيت الأبيض يمر بالخراب
الأربعاء 09 نوفمبر 2016

الطريق إلى البيت الأبيض يكون دائماً بالتنافس على تدمير الدول، مما يضع في الاعتبار بداية ألا نتنافس نحن الخليجيون والعرب على من يقف معنا؟ فالذي تابع السباق منذ انحصر بين ترامب وكلينتون أدرك حجم الخطر الذي يمثله الاثنان على الأمن الإقليمي والعربي، والطريف أن اللوبي الإيراني في واشنطن هو الوحيد المرتاح وغير المنزعج من وصول أي من الطرفين، وهنا يكمن سر لابد للعرب أن يدركوه قبل أن يفرط زمام الأمور خلال السنوات الأربع القادمة بوجود كلينتون أو ترامب. الذي سيقول هذا أفضل من ذاك لا يعرف السياسة الأميركية، والذي سيقول هذا أسوأ من ذاك كذلك لا يعرف السياسة الأميركية، ويبدو أن العرب والخليجيين حينما يرمون أوراقهم في يد أحد المرشحين فإنه لم يتعلموا من التجارب العالمية كما هو الحال اليوم مع روسيا التي عرفت كيف تتعامل مع المرشحين.

غداً سيظهر من الرئيس، وأنا أتمنى لو لم يفز أي من المرشحين وهذا طبعاً أمر خيالي ولكنه يرمز لشيء أبعد من العبور للبيت الأبيض الذي يشكل بالنسبة لنا نحن في المنطقة كابوساً حقيقياً، لأن أي واحد من المرشحين لن يختلف عن أوباما الذي أحرق المنطقة وجلس على عرش الدمار في العراق وليبيا وسوريا واليمن، ولولا البيت الأبيض في عهد أوباما لما وصل الحال الى هذا الدرك، لا أقول عهد بوش أفضل ولكن ليس أسوأ من بيت أوباما الذي لا ننسى دعمه الوفاق المقبورة بالاسم وهو رئيس أكبر دولة في العالم، وهذه جمعية إرهابية ترتدي عباءة الدين ولا أظن أن هناك في تاريخ أميركا أسوأ من هذا الموقف.

كلينتون تقول إن منطقة الخليج العربي تعتبر استراتيجية للولايات المتحدة، ولابد من تواجد أميركا عسكرياً فيها، وعلى دول مجلس التعاون التحالف عسكرياً وأمنياً معها، وهنا كذبت لأن التعاون كان موجوداً منذ عقود ورغم ذلك تحالفت إدارة كلينتون ذاتها حينما كانت على رأس الخارجية مع إيران وضربت عرض الحائط علاقات التحالف التقليدية معنا.

ومن جهته يرى ترامب أن إيران يمكن أن تكون شريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة، وأن على دول مجلس التعاون أن تدفع ثمناً مقابل حماية الولايات المتحدة لها، وقال تحديداً إن على السعودية التعويض مالياً للولايات المتحدة مادامت واشنطن تقوم بحماية مصالح الرياض، متى حمت أميركا مصالح السعودية خصوصا في عهد أوباما الذي زحف لإيران على  ظهره وبطنه؟

إذا المرشحان كذبا، ولن نصدقهما، وما سيطبق على الممارسة سيكون المحك سواء جاءت المرأة أو المتطرف، الاثنان تخيف سياستهما وهما خارج اللعبة ولا ندري ما الذي ستكون عليه اللعبة هذه المرة مع أي منهما؟ لن نتفاءل بعدما ذقنا المرارة مع أوباما الدمر، هل نترحم على عهده أو نتنفس الصعداء؟ لكن مهما كانت النتيجة غداً على شعوب ودول مجلس التعاون الاعتماد على نفسها ليس في مواجهة ايران فحسب بل مواجهة أميركا مع أي من كلينتون أو ترامب، فكل واحد منهما يكذب ويعبث بأمننا واستقرارنا ولا يحميك سوى اعتمادك على شعبك ومواردك.

تنويرة: 

الحكيم تعرفه من صمته والأحمق تعرفه من لسان حاله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .