العدد 2836
الأربعاء 20 يوليو 2016
banner
“أمة عربية واحدة ذات خيانة الرسالة”
الأربعاء 20 يوليو 2016

“سُئِل تشرشل مرة عن رأيه بالشعوب فقال جملة تاريخية: إذا مات الانجليز تموت السياسة وإذا مات الروس يموت السلام وإذا مات الأميركان يموت الغنى وإذا مات الطليان يموت الإيمان وإذا مات الفرنسيون يموت الذوق وإذا مات الألمان تموت القوة وإذا مات العرب تموت الخيانة”.
بصرف النظر عن مدى صدق وانطباق هذه المقولة لكن ما ظنه تشرشل وقتها عن العرب لاشك أنه كان يقصد أولئك الذين حسبوا على العرب ولم يكونوا منهم، تماماً مثل الذين حسبوا على البحرين ولم يكونوا منهم وحسبوا على السعودية والكويت واليمن ولم يكونوا من عرب هذه الدول الشقيقة، هؤلاء الذين باعوا أنفسهم للشيطان أولا ثم ربطوا ولاءهم للنظام الايراني ولا تفكروا فقط في أولئك من الفئة القليلة المحسوبة ظلماً وقهراً على أبنائنا وإخواننا من الطائفة الشيعية الكريمة، بل هناك فئة ضالة من مذهب الإخوة في الطائفة السنية الكريمة أيضاً الذين يردحون ضد الوطن سواء من تلك الزمرة المحسوبة على اليسار والبعث والقومية زوراً التي التحقت بإيران وهو ما لم يكن في خيال ووهم مؤسسي حزب البعث المعروف بولائه ورسالته العروبية وشعارها، “أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة”، لقد تمت خيانة هذا الشعار وخيانة الأمة حين التحق بعثيو البحرين بالوفاق ورحمة الله عليك يا صدام حسين!
هؤلاء هم ربما الذين عناهم ونستون تشرشل في مقولته عن خيانة العرب، فمنذ ذلك الوقت كانت الخيانة تتجسد في بعض المحسوبين على العرب، ولنعترف ولا نخجل من وجود الخيانات في صفوفنا، فقد خان بعض العرب جيوشهم العربية وتآمروا عليها مع العدو، ففي حروب العرب مع اسرائيل كم من خائن مد اسرائيل بالمعلومات وفي حرب أميركا وبريطانيا والغرب على العراق خان كثير من العرب العراق العربي وباعوا رئيسه صدام حسين الذي وقف في كثير من الاحداث معهم، ورغم اختلافنا مع العراق حينها لكن الأمر بلغ من بعض العرب حد الخيانة للعراق، وساهموا في التحاقه بالنظام الإيراني، فالذين يحكمون اليوم العراق باسم العرب ليسوا سوى خونة لعروبتهم، ولن يجرؤوا على فك ارتباطهم بإيران حتى لو وصموا بالخيانة وهي جديرة بهم، هؤلاء أيضاً من عناهم تشرشل في مقولته.
في البحرين مررنا بصور كثيرة للخيانة ولا داعي لذكرها فالمواطن تشبع طوال السنوات الأخيرة من صور الخيانة ويكفي ما قاسينا من إرهاب وعنف وفوضى وتآمر ممن هم محسوبون على الوطن وهم من باعوا الوطن، إذا الخيانة العربية متجذرة في الكثير من المشاهد وتاريخنا حتى القديم يشهد على وجود هذه القصص أيام الاستعمار وقبله، وحينما ذكر تشرشل تلك المقولة لاشك أنه تعامل مع كثير من العرب الذين باعوا أنفسهم للاستعمار البريطاني حينذاك ولم يعبأوا بوطنيتهم ولاشك أن ما عناه تشرشل ليس أولئك الذين فُرِضَ عليهم الاحتلال وتعاملوا معه بحسب مستوى التوازن ولكن قصد من التحق بالمحتل فكراً وثقافة وتجسسا وعقلا وقلبا من أجل مصلحته.
وحتى لا تكون الصورة قاتمة فقط ومن زاوية معتمة هناك من العرب من يعتبر في خانة الولاء والاخلاص حتى لو وضعوا السيف على رأسه واليوم اعترف بأن بالنسبة للرئيس العراقي الذي باعه كثير من العرب أدركوا اليوم وفي هذه الساعة بالذات ماذا كان يمثل هذا الرئيس لهم بعدما رأوا العراق اليوم مقسما وممزقا ومحطما، فقد فيه الانسان كرامته بعدما صار المواطن العراقي الذي يريد عبور الشارع أو المنطقة لابد أن يمر بحاجز تفتيش إيراني داخل وطنه، هذه هي الخيانة التي عناها ونستون تشرشل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية