العدد 2805
الأحد 19 يونيو 2016
banner
نبض العالم علي العيناتي
علي العيناتي
ماتادور جاهز.. آزوري غامض.. والديوك بلا ضغوط!
الأحد 19 يونيو 2016

* قوة الحضور
الماتادور الإسباني ينفض الغبار عن جلده، ويعلن نفسه أبرز المرشحين للفوز بلقب اليورو بعد أن قدم أداءً رائعاً أمام تركيا وسحقها بثلاثية نظيفة، والفضل في ذلك يعود للمدرب القدير ديل بوسكي الذي عالج جميع الأخطاء التي وقع بها فريقه في لقاء التشيك الأول، وقدم نفسه بصورة مختلفة ومخيفة في الوقت نفسه لباقي المنتخبات المنافسة!
قبل أن أدخل في تفاصيل المنتخب الإسباني يجب عليَّ أن أنوه إلى أن المنتخب التركي الذي بأدائه في المباراتين اللتين لعبهما أمام تشيكيا وإسبانيا برهن على أنه الفريق الأضعف في البطولة والوحيد تقريباً الذي لم يقدم أي لمحات فنية أو مستويات مقبولة تؤهله لمقارعة منتخبات اليورو، فأسطورة فاتح تريم لم تكن سوى أضغاث أحلام للجماهير التركية الحالمة بتكرار إنجاز نسخة 2008 عندما بلغت تركيا الدور النصف نهائي!
ما قدمته إسبانيا في اللقاء خولها لأن تكون أفضل المنتخبات الأوروبية الكبيرة تقديماً للمستوى حتى الآن، وجعلها الأبرز لخطف اللقب رغم أن الوقت مازال طويلاً للحكم بذلك، وكأن المدرب ديل بوسكي قد سمع ما تطرقنا له في حديثنا السابق عن المنتخب الإسباني، حيث كنا قد أشرنا إلى أن من الصعوبات التي واجهت إسبانيا أمام تشيكيا هي اعتمادها الكامل على الهجوم من عمق الملعب، وإهمال الأطراف، فديل بوسكي غير طرق اللعب وجعل فريقه يتنوع في بناء الهجمات، فتارةً كان يلعب بالعمق، وفي أحايين كثيرة لجأ للأطراف، وأثمر ذلك عن تسجيل هدفين من أصل ثلاثة عبر الأطراف!
يجب الإشارة للمستوى الراقي جداً الذي قدمه الرسّام أندريس انيستا في اللقاءين، فقد قام بدوره على أكمل وجه من خلال حفظ التوازن للفريق بلعبه كهمزة الوصل بين لاعبي الوسط والهجوم، ونجحت تمريراته الحاسمة في إبراز شكل الهجوم الإسباني الحقيقي. احذروا أنيستا والإسبان!
* افتقار المرونة
المنتخب الإيطالي حقق الأهم في مباراته أمام السويد ونجح بخطف هدف متأخر انتهى عليه اللقاء، ليعلن نفسه متأهلاً رسمياً للدور الثاني، ورغم الإشادات التي استمرت للآزوري بعد لقاء السويد، إلا أن المستوى الذي قدمته إيطاليا ضد الفايكينغ لا يدعو للتفاؤل من الجانب الفني!!.
ربما كان صائباً ما كنا نعتقد بأن إيطاليا فازت على بلجيكا ليست لأنها مبهره، وليست لأنها قوية بما يكفي كما ظن البعض، بل هي فازت لأن بلجيكا كانت سيئة للغاية ولم تظهر أي ندية في اللقاء، وإلا ماذا يعني أن يتغير شكل المنتخب الإيطالي من حيث المستوى ويتراجع فجأةً وهو الذي خاص التشكيلة نفسها ولعب بالأسلوب نفسه دون تغيير!
ما يعيب المدرب كونتي رغم نجاحه في أداء مهمته حتى الآن هو افتقاره المرونة التكتيكية التي يتميز بها المدربون الكبار، فكونتي لا  يضع الخطة “B” في حساباته في حال لم يقدم فريقه المستوى المنتظر، فأقصى ما يقوم به هو تبديل لاعب بلاعب فقط دون أن يغير من مهمات وتحركات اللاعبين داخل الملعب!
بحسب وجهة نظري المتواضعة، أرى أن إيطاليا سينكشف وجهها الحقيقي إذا ما واجهت فريقاً منظماً، ويلعب بنسق مرتفع مثل إسبانيا، فتركيبة الآزوري تعاني بعض العيوب في الخطين الأمامين، حيث غابت الفعالية عن خط الوسط، والمهاجمون يفتقرون الجودة، قلتها مسبقاً وأعيد التذكير، قوة إيطاليا في حارسها والثلاثي الدفاعي فقط!
* محطة سويسرا
فرنسا بعد أن أمنت تأهلها للدور الثاني، ستخوض اليوم آخر “بروفة” لها قبل الدخول في دهاليز المرحلة الثانية، على ديشامب أن يستغل مباراة سويسرا لتصحيح الأخطاء ووضع اللمسات النهائية حتى يكون مستعداً بما يجب لخوض مراحل الحسم!
لا يجب أن يريح ديشامب بعض اللاعبين المهمين للفريق بعد ضمان التأهل؛ لأن فرنسا لم تقدم المستوى المأمول منها بعد، لذلك يجب أن يدخل اللقاء ليصحح الأخطاء الماضية، ويحاول أن يطور من نسق وأداء الفريق الذي سيراهن به على اللقب!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية