العدد 2804
السبت 18 يونيو 2016
banner
صفحات من الصراع على جغرافيا السلطة في إيران
السبت 18 يونيو 2016

الحراك السياسي الوحيد بين صفوف ملالي طهران والأطراف التي تتقاسم التسميات، إصلاحي ومتشدد ووسط، وغير ذلك هو التغانم على المكاسب والنفوذ وإلا فإن الجميع في خندق واحد وإن اختلف القناع واللسان.
ففي تقرير من الداخل الإيراني ورد ما نصه: “اتهمت وسائل إعلام إيرانية، مقربة من الحرس الثوري الإيراني، الحكومة الإيرانية ومستشار الرئيس الإيراني الملا حسن روحاني، بالعمل على تخريب صورة سليماني (الإرهابي المعروف قائد قوة القدس العاملة في العراق وسوريا واليمن) داخل إيران، بحسب قولهم.
وقال موقع “بارس”، المقرب من الحرس الثوري الإيراني (المعروف ايرانيا بحرس خميني)، إن “هناك من يتمنى أن لا يعود الجنرال سليماني سالما، ويتمنى أن يقتل على جبهات القتال”، في إشارة لمشاركة سليماني في معارك سوريا والعراق.
وطالب مستشار روحاني، المسؤولين بعدم توريط سليماني في الانتخابات الرئاسية في إيران للعام 2017.
وقال حسام الدين آشنا، مستشار الرئيس الإيراني حسن روحاني، مخاطبا الدائرة المقربة من المرشد الإيراني خامنئي: “دعونا نترك الجنرال قاسم سليماني في قمة أسطورة الدفاع عن المقامات في سوريا، ولا نوافق على أن يكون شبه الجنرال محسن رضائي والجنرال غاليباف، اللذين تورطا بقضايا ضد الشعب الإيراني”.
يذكر أن الجنرال محسن رضائي وباقر غاليباف كانا من المرشحين للانتخابات الرئاسية الإيرانية، وخلال السباق الانتخابي على أحد البرامج التلفزيونية على التلفزيون الإيراني، اتهمهما حسن روحاني بأنهما شاركا في قمع الاحتجاجات الطلابية في طهران. وأشار حسام الدين آشنا، مستشار حسن روحاني، إلى هذه الحادثة بصورة غير مباشرة، حتى لا يتورط سليماني بقضايا داخلية ضد الشعب الإيراني (وكأنه لم يتورط)، من خلال قبوله الترشح في الانتخابات الإيرانية الرئاسية القادمة.
وأوضح موقع “بارس” أن تصريح آشنا يمكن أن يعتبر “علامة على تزايد القلق لدى حسن روحاني من دخول الجنرال سليماني المحبوب شعبيا على خط المنافسة في الانتخابات الرئاسية لعام 2017”.
(على وفق فهمي لحراك الملالي فإنهم انما بنوا اسطورة سليماني ليغنموا المساحة الاكبر في جغرافيا السلطة، وروحاني وزمرته والآخرون سيسعون جهدهم لمحاربة سليماني لأنه سيكون من حصة خامنئي).
وهاجم موقع “بارس” مستشار روحاني لمطالبته بعدم توريط سليماني في “دهاليز السياسة الداخلية الإيرانية”، قائلا: “يبدو أن السيد المستشار لا يعلم، ولكن الحقيقة الدامغة هي أنه لولا الجنرال سليماني لأصبح مستشار روحاني الآن مستشارا إعلاميا لأبي بكر البغدادي؛ يقدم له النصائح لاختيار الأداة الأفضل لقطع الرؤوس أمام الكاميرات”.
وتابع “بارس” هجومه على آشنا، بقوله: “لولا هؤلاء الجنرالات، كقاسم سليماني وباقر غاليباف، لتم تحليل آشنا وأمثاله في الحمض الحارق من قبل داعش”، واصفا إياه بـ “الوقح”، لتهديده سليماني وتحذيره من مصير رضائي وغاليباف.
وحذر موقع “بارس” من تراجع شعبية سليماني داخليا، بسبب تزامن ما سماه “الهجمة الغربية عليه”، بسبب تواجده في سوريا والعراق واليمن ولبنان، مع التحريض عليه داخليا وتقديمه للرأي العام الإيراني على أنه مرشح الحرس الثوري القادم للانتخابات الرئاسية الإيرانية لمنافسة حسن روحاني.
وسخر الموقع من مستشار روحاني، بسبب تصريحه حول سليماني، قائلا: “يبدو أن السيد آشنا وأصدقاءه يرون أن الجنرال الجيد هو الجنرال الذي لا يتدخل في السياسة ويذهب إلى جبهات القتال ولا يرجع سالما، كما أن الجنرال الجيد، في نظرهم، هو الذي يذهب إلى سوريا ولا يسأل عن الاتفاق النووي ولا عن مصير النظام”!.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .