+A
A-

نهاية التطرف الإسلامي كارثة لملالي إيران - مقال -



هناك حقيقة مهمة جدا يجب على كل متتبعي القضايا المتعلقة بالتطرف الإسلامي أن يعرفوها حق المعرفة، وهي أن النظام الديني المتطرف في إيران لا يريد أبدا القضاء على طرف معين من طرفي صراع التطرف الإسلامي في المنطقة وإنما يسعى لبقائهما واستمرارهما على حد سواء، ذلك أنه وبفرض القضاء على طرف منهما فإن فرص الصراع الدموي ستقل، هذا من جانب، أما من الجانب الآخر فإنه لا يريد القضاء على كل رموز التطرف الإسلامي لأن ذلك يعني إفلاسه وانتهاء دوره!
النظام الديني المتطرف في إيران ومنذ مجيئه الى الحكم، شغل المنطقة خصوصا والعالم الاسلامي عموما بأكذوبة “الصحوة الإسلامية”، والتي كانت في الحقيقة بعثا وخلقا وتوجيها للتطرف الاسلامي في المنطقة والبدء بحرب مجنونة ضد كل ما هو إنساني وحضاري، ومثلما أنه بدأ في إيران بعد أن أفقد الثورة الإيرانية طابعها الانساني الثوري وجعلها منبرا للدعوة للتطرف الإسلامي والارهاب، فإنه مارس نفس الطريقة مع المنطقة.
في إيران وبعد سقوط نظام الشاه وبدء التيار الديني بزعامة خميني بسط نفوذه على أرجاء إيران، خرج خميني بقرار فرض الحجاب على النساء الإيرانيات قسرا والذي رفضته الايرانيات، فخرجن في مظاهرات صاخبة وأيدت منظمة مجاهدي خلق النساء الإيرانيات في موقفهن، حيث بادرت للمشاركة معهن في التظاهرات المذكورة، أما في المنطقة، وبعد أن سيطر التيار الديني على زمام الامور كاملا في إيران، فقد بدأ ينعق في وسائل إعلامه بأن عصر “الصحوة الاسلامية” بدأ في المنطقة، وطفق يتصل بجماعات متشددة من جهة ليدفعها للتحرك ضد بلدانها من جهة كما شرع في نفس الوقت بتأسيس جماعات وتيارات أخرى بدعوى أن المسلمين “ببركة” المتطرفين الإسلاميين في إيران بدأوا ينهضون من سباتهم!
الوحدة الإسلامية ونصرة المستضعفين ومصطلحات ومفاهيم أخرى من هذا القبيل، بدأ هذا النظام بالتركيز عليها في وسائل إعلامه وكذلك من خلال الجماعات التابعة له أو المرتبطة به أو المنسقة معه، وللأسف البالغ فإن الاعلام الرسمي العربي ردد ما كانت تلك الأبواق المشبوهة تبثه من مغالطات وأكاذيب في سبيل نشر التطرف الاسلامي والسعي من أجل أن يسيطر ويهيمن على الشارع العربي وحتى الاسلامي.
طهران هي بؤرة التطرف الإسلامي والإرهاب، هكذا قالت السيدة مريم رجوي منذ أعوام عديدة وأكدت عليه مرارا وتكرارا، مشددة على أن لهذا النظام الدور الاساسي في تأسيس ودعم وتوجيه المجاميع المتطرف سنية كانت أم شيعية، وطالبت بإلحاح بردم بؤرة التطرف الاسلامي والارهاب من أجل تخليص المنطقة والعالم من شرها، واليوم إذ يدعي هذا النظام المتطرف أنه يشارك في الحرب ضد الارهاب، فإن في ذلك تجديفا سافرا على الحقيقة والواقع لأنه يعتبر بؤرة التطرف والارهاب وفاقد الشيء لا يعطيه بمعنى أن هذا النظام لا يمكنه رفض التطرف الاسلامي والارهاب والقضاء عليهما لأنه بذلك يحفر قبره بيده.



فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن.