زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للقاهرة نالت اهتماما سياسيا وإعلاميا وشعبيا لم يسبق له مثيل في مصر والوطن العربي.
فالعلاقات السعودية المصرية، لها تداعياتها على الخليج العربي والأمة العربية بأجمعها، وأي ضرر يصيب العلاقات بين القطبين العربيين الكبيرين كما يتمنى أعداء الأمة لابد أن ينعكس سلبا على الأمة كلها، وما بقيت العلاقات بينهما بخير، بقيت الأمة وبقي الأمل وتحطمت المؤامرة.
نحن نقول هذا الكلام لأننا رأينا خلال الفترة الماضية رهانات من أطراف إقليمية وربما عربية أيضا ومحاولات دؤوبة من أجل إفساد هذه العلاقات بكل السبل.
وعندما تم التقاط الصورة الباسمة المعبرة لجلالة الملك سلمان والرئيس عبدالفتاح السيسي في السعودية أصيبت هذه الأطراف بالإحباط ولكنها لم تتوقف عن مساعيها من أجل ضرب هذه العلاقات، والهدف الأساسي هو إسقاط مصر انتقاما لجماعة الإخوان الإرهابية.
لقد لاحظت حالة من الوعي والرقي في أداء الإعلاميين المصريين والسعوديين خلال تلك الزيارة، حيث ظهر المذيعون ومقدمو البرامج من الدولتين في البرنامج الواحد يتبادلون الأسئلة وإدارة الحوار بشكل يبين وعي الجميع ورغبتهم في توجيه رسالة لكل من يأمل أو يسعى لإفساد العلاقة بين البلدين الكبيرين.
وعلى العكس رأينا قنوات الفتنة تتعامل مع الزيارة بتجاهل غريب، وكأن شيئا لم يحدث، وهي التي تحرص على التعليق على كل صغيرة وكبيرة وتعطي لسلسة إسرائيل وجنرالاتها من المساحة ما لا تعطيه للقضايا العربية المهمة.
وعبر أحد المذيعين السعوديين الذين علقوا على الزيارة عن المعنى السابق بكل صراحة وقال إن “إحدى القنوات العربية المعروفة” تجاهلت تماما زيارة خادم الحرمين الشريفين للقاهرة!
ولو كان العكس هو حال العلاقات بين البلدين العربيين ،ولو حدث نوع من الاختلاف البسيط بينهما حول قضية من قضايا الاهتمام المشترك، لقامت تلك القنوات باستضافة المأجورين من مشارق الأرض ومغاربها ليتناولوا الموضوع ولفاضت ألسنتهم وعيونهم بالشماتة، ولامتلأت الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بالمقالات المدفوعة حول تغير العلاقات بين البلدين.
رغم أنف كل القوى الاقليمية الساعية لتفكيك بلادنا والإجهاز عليها، سوف تبقى العلاقات السعودية المصرية صمام الأمان ومصدر الاطمئنان لأبناء هذه الأمة، وليمت الكارهون بغيظهم.