العدد 2729
الإثنين 04 أبريل 2016
banner
الإعلام الخليجي... وقوتنا العسكرية
الإثنين 04 أبريل 2016

في الجانب العسكري، دول مجلس التعاون الخليجي قوية جدا وأصبح لها مكان خاص في ميزان القوى العالمية ولكن هل الجانب الإعلامي على نفس القدر من القوة ويلعب دورا كبيرا على المستوى العالمي ويواكب مراحل الانعطافات السياسية والمحن التي تمر بها المنطقة؟ لا أعتقد ذلك بدليل أننا نسير بدون خطة موحدة للإعلام الخليجي وكثير من المشروعات التي تقدمت بها الطاقات الإبداعية قوبلت بالرفض أو التأجيل، والمشكلة الأساسية الأخرى التي نعاني منها في دول الخليج، النظر إلى المبدع الإعلامي على أنه صاحب جهد عادي وله ترتيب معين في السلم الوظيفي شأنه شأن بقية الناس العاديين الذين ينتظرون استلام رواتبهم آخر الشهر والسلام ختام.
من الضروري أن تتغير النظرة إلى المبدع الإعلامي في كل التخصصات والمجالات وخلق المناخ السليم له لتطوير موهبته وقابليته الأدبية والفكرية وإزالة المعوقات التي تعترض طريقه، لأن المبدع الإعلامي يحتاج إلى حماية خاصة تميزه عن غيره لأنه يقوم بدور كبير في مضمار صعب جدا يرهق العقول بأوجه مخيفة لا حصر لها. للأسف مازال المبدع الإعلامي في الخليج محروما من اشياء ومعاناته تزداد وحقوقه ربما ضائعة.
يقول لي إعلامي خليجي (في بعض الفعاليات والمهرجانات لا يسمح لنا بالدخول لأننا لا نحمل بطاقات خاصة من جهات عملنا ولا دعوات تأتينا من الجهات المنظمة. ننتظر أمام الأبواب عل أحدهم يتعرف علينا ليتوسط لإدخالنا).
وأنا أضيف على ما تفضل به زميلي، هناك بعض الجهات لا تعير الصحافة أي اهتمام وتعتبرها جوهر الصراع والمشاكل في المجتمع، والصحافي عندها يعيش في عالم يحفل بالعداوة والمتناقضات والمفاهيم الخاطئة، ولهذا تتعمد عند إقامة أية فعالية عدم توجيه الدعوة لأي صحافي وإبقاءه بعيدا عن الحدث قدر المستطاع.
نسير بدون خطة موحدة للإعلام الخليجي وننظر الى المبدع على أنه صاحب جهد عادي. تلك هي مشكلتنا والتركيبة الغريبة في الحراك الاعلامي الخليجي الذي يبدو انه لا يكترث بالماكينات الإعلامية العدوانية المدمرة التي تحيط بنا من كل الجهات وأولها الاعلام الايراني الصفوي الذي يحتكر الأكاذيب إلى درجة لا يمكن تخيلها من أجل استهداف دولنا ومجتمعاتنا. لا أعرف سبب تبعثر جهودنا في المجال الإعلامي وضعفنا الذي لا يتناسب مع قوتنا العسكرية وتكاملها. عندنا ثغرات واضحة في الميدان الإعلامي ونقاط ضعف كثيرة ومواقف غير مدروسة، حتى أننا لا نزال نفتقد إلى قناة خليجية موحدة لمجابهة العدوان الإيراني المستمر وكشف الحقائق امام العالم، كل دولة تكتفي فقط  بماعندها وتثق بأخبارها وتعليقاتها وتتصور أنها قادرة على الاستمرار والتحرك بدون الاشقاء، وإن كان هناك تعاون فهو محدود ووقتي وفي كثير من الأحيان يعتمد على ردود الفعل وهي حالة مرضية مصاب بها الإعلام الخليجي الذي يجب أن يعمل الى ابعد الحدود بالشراكة والتعاون والتضامن والابتعاد عن العمل المنفرد، واعتبار جهاز الإعلام سلاحا عصريا وفعالا ليس “في الندوات والمؤتمرات” فقط، وإنما على أرض الواقع، والأهم الاعتراف بدور المبدع الإعلامي وإمكانياته.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .