العدد 497
الثلاثاء 23 فبراير 2010
banner
حزب الله وإسرائيل وإيران
الجمعة 26 أبريل 2024

من الأكاذيب الكبرى التي أطلقها بعضنا وصدقوها بالتكرار والتقادم، ما يسمونه بحرب تموز بين إسرائيل وبين ميليشيا حزب الله اللبناني. تلك الحرب التي دمرت لبنان وأعادته للعصر الحجري، وجعلت الأمين العام لحزب الله يقول نادما “لو كنت أعلم أن كل هذا الدمار سيحدث لما قمت بما قمت به”، وكأنه كان يتوقع من الدولة الصهيونية – بما يعرفه عنها – أن تقوم بإلقاء أكاليل من الزهور على اللبنانيين بعد إطلاق الصواريخ إلى ما بعد بعد بعد حيفا.
وعلى الرغم من الدمار الذي حل ببيروت جراء ما يسمونه بحرب تموز، فلا يزال البعض منا يهلل لخطاب الأمين العام لحزب الله كلما هدد بضرب إسرائيل.
لا نقول هذا الكلام لأن إسرائيل لا تستحق أن تضرب، ولكن لأن مغامرات حزب الله لم تحقق للبنان أي منفعة، بل جلبت له الدمار، فضربات حزب الله لإسرائيل قد تكون موجعة لها، ولكنها ليست من أجل عيون لبنان أو فلسطين، ولكنها من دون أي تحامل من أجل عيون إيران وحدها.
بعد تصريحات الأمين العام الأخيرة بدأ حملة المباخر مرة أخرى يتحفوننا بالاسطوانة المشروخة عن بطولات حزب الله ويضعون كل تاريخ العرب في كفة وما يسمونه بحرب تموز في كفة. ربما يكون منطقيا أن ينبهر بعض الشعوبيين بمواقف السيد حسن نصر الله وتهديداته لإسرائيل التي تتزامن دوما مع أي أزمة بين إيران والغرب، ولكن من العيب أن يضعوا حزب الله في مقارنة مع الأمة بكاملها ويسقطون كل حقائق التاريخ ما عدا ما يسمونه بحرب تموز، ويربطون ربطا دائما بين كلمة العرب وكلمة الهزائم.
حتى لو كان السيد نصر الله قادرا على تدمير إسرائيل والوصول إلى مطارات إسرائيل وما بعد بعد بعد مطارات إسرائيل، فهو لا يفعل ذلك من أجل العرب وقضاياهم، والدليل على ذلك التزامن الدائم بين خطاباته النارية وبين أزمة ما بين إيران والغرب... فإسرائيل تقوم بتسخين العالم وتمهيده لعمل ضد إيران، والأمين العام لحزب الله يرد بتهديد إسرائيل كمناورة ضمن نفس المباراة الدائرة بين إيران والغرب.
وسواء أصيبت إسرائيل بالهلع ودخلت إلى الخنادق أو هرب مواطنوها إلى الخارج بسبب الحرب النفسية التي يشنها السيد نصر الله عليهم، فهذا لا يبرر التشدق الدائم بالهزائم العربية في مقابل البطولات المزعومة لحزب الله، الذي لا يتفق اللبنانيون أنفسهم على ما يقوم به.
فكفى تزييفا للحقائق عقب كل تصريح أو خطاب للأمين العام لحزب الله، فحزب الله لم يكن يوما سوى ذراع إيرانية تستخدم لمصلحة إيران عند الحاجة، ولستم في حاجة إلى القول إن العلاقة بين حزب الله وإيران أرفع درجة من أي انتماء آخر للحزب، سواء الانتماء للبنان كوطن أو الانتماء للأمة العربية التي يتبرأون منها ليل نهار.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .