العدد 485
الخميس 11 فبراير 2010
banner
حجاب أم سعيد والانتخابات الفرنسية
الجمعة 26 أبريل 2024

أذاعت محطة “سي إن إن” مؤخرا أن ترشح امرأة مسلمة لتمثيل حزب يساري راديكالي متطرف في الانتخابات المحلية في فرنسا المقررة في منتصف مارس المقبل، أثار ضجة سياسية كبيرة وانتقادات من قبل العديد من الأحزاب والشخصيات اليمينية واليسارية على السواء.
وقالت “سي إن إن” نقلا عن المتحدث باسم حزب “الجديد” المنتمي لأقصى اليسار، والمناهض للرأسمالية، إن ترشيح المسلمة “إلهام أم سعيد” لتمثيل الحزب عن إقليم الفوكليز جنوب فرنسا قد تم بعد نقاش مرير لأنها ترتدي الحجاب عن قناعة وأن العقيدة الدينية مسألة شخصية لا تعوق المشاركة في الحزب.
مشكلة أم سعيد تبين أن الجدل حول الحجاب الإسلامي في فرنسا قد وصل إلى مدى بعيد هذه الأيام، خصوصا ان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أعلن في يونيو 2009 أن البرقع غير مرحب به في فرنسا.
الرئيس الفرنسي وغيره ساقوا أسبابا معينة لرفض النقاب، أهمها أن النقاب أو البرقع رمز لخنوع المرأة وخضوعها ودونيتها، ولكن هناك حقيقة مهمة تفند هذه الذريعة، وهي أن كثيرا من المنقبات في فرنسا فرنسيات الأصل وأنهن ارتدين النقاب بعد اعتناقهن للإسلام.
ولكن، على رغم علمنا أن كل ما يعلن عنه من أسباب حول رفض النقاب هو مجرد أسباب معلنة فقط ناشئة في جانب منها عن الحرج الذي تقع فيه الدول الفرنسية العلمانية تجاه مواطنيها المسلمين، بخاصة وأن المبادئ العلمانية تنص على حرية العقيدة، وعلى رغم علمنا أن السبب الرئيسي هو الحساسية الكبيرة تجاه كل ما هو إسلامي في فرنسا وفي أوروبا الغربية عموما والخوف من انتشار المبادئ الإسلامية هناك، إلا أن المسلمين أنفسهم غير متفقين على النقاب. ونقلت “السي إن إن” في نفس البرنامج أن نائبا دانماركيا قال إن هناك ملايين المسلمين حول العالم يعارضون النقاب أيضا.
فإذا كان النقاب غير متفق عليه بين المسلمين، فكيف نلوم فرنسا وغيرها من الدول الأوروبية إن هي اتخذت موقفا ضد النقاب؟ ألم يصدر عن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي قبل أشهر قليلة قرارا بمنع الدارسات المنقبات من دخول قاعات الدراسة في الأزهر، وأعلن أن النقاب ليس فرضا؟ وعلى أثر ذلك حدثت ضجة كبيرة بين العلماء المسلمين حول مدى شرعية النقاب وحول قرار الأزهر، ولا يزال الجدل مستمرا....

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية