العدد 474
الأحد 31 يناير 2010
banner
اتحاد الصحافة الخليجية وتكريم الرواد
الجمعة 26 أبريل 2024

شيء رائع حقا أن يقوم اتحاد الصحافة الخليجية بالاتفاق مع وزارة الإعلام البحرينية بتكريم رواد الصحافة البحرينية، ذلك التكريم الذي أقرته الأمانة العامة للاتحاد بالدوحة في مارس الماضي. فهؤلاء الرواد جديرون بأن نكرمهم ونستمد العبر والدروس من سيرهم، سواء منهم من تركوا دنيانا، ومن لا يزالون يواصلون العطاء حتى اليوم، خصوصا ونحن نحتاج في وقتنا هذا إلى أن نقتدي بهم وبتراثهم الذي تركوه وراءهم.
وصدق الفيلسوف أوغست كونت عندما قال قولته الرائعة بحق الراحلين من أصحاب البصمة وأصحاب العطاء في هذه الحياة: “الأموات يحكمون الأحياء”.أي إن الذين رحلوا من الحكماء والفلاسفة والأدباء والكتاب والقادة والحكام وتركوا وراءهم بصمة بعد أن سبروا غور الحياة و”جنوا بروضها وردا وشوكا، وذاقوا بكأسها شهدا وصابا” هم الذين ينيرون الطريق لمن جاءوا بعدهم بكلماتهم المضيئة التي أرسلوها لنا.
لا أخفي فرحتي وامتناني لمنظمي هذا الحدث بأن والدي خليفة حسن قاسم واحد من هؤلاء الرواد المكرمين، وأبي يستحق كثيرا، فأبي بالنسبة لي كما قال هربرت:”أب واحد يساوي ألف معلم”.
 لقد عشقتُ الكتابة والعمل الصحافي لأسير على نهج أبي وأخلد ذكراه. وليسامحني الجميع، فكل فتاة بأبيها مغرمة. ولقد كان رحمه الله فخورا بي، حتى حينما كان يكنى بأبي دعيج، كان يرد غاضبا: “بل أنا أبو بثينة”...
والدي، خليفة حسن قاسم يعد من مؤسسي الأدب الساخر في البحرين ومنطقة الخليج بشكل عام، ولم تجد الصحافة البحرينية قلما ساخرا بعده، لصعوبة خريجي هذه المدرسة، ويعد تكريمه اليوم تكريما للوطن...
ولكن هذا لا ينفي أن جميع المكرمين هم آباء وأساتذة لي ولجيلي في العمل الصحافي، وهم جميعا عظماء لهم علينا التكريم والوفاء.
 (عبدالله الزايد، محمود المردي، علي سيار، حسن جواد الجشي، عبد الله الوزان، إبراهيم حسن كمال، عبدالله المدني، عبدالرحمن عاشير، أحمد يتيم،  محمد قاسم الشيرواي، إبراهيم علي الإبراهيم، تقي البحارنة، أحمد سلمان كمال)... كل هؤلاء هم الرعيل الأول الذين بدأوا مشوار الصحافة البحرينية وناضلوا بالكلمة فاستحقوا التكريم والعرفان.
فشكرا لاتحاد الصحافة الخليجية وعلى رأسه الكاتب الكبير الأستاذ تركي بن عبد الله السديري، والأمين العام الأستاذ ناصر محمد العثمان على هذه المبادرة الكريمة التي نتمنى لها الاستمرار والنجاح. ففكرة تكريم الرواد فكرة غاية في الأهمية، لأنها فيما تؤدي إليه تهدف إلى تعريف الأجيال الجديدة من الكتاب والصحافيين بسيرة هؤلاء العظماء وما واجهوه من مصاعب وتحديات خلال فترة عطائهم، وتدعو للاقتداء بالمبادئ التي أرسوها، خصوصا أننا في البحرين، على وجه التحديد، نعيش في مرحلة مهمة من مراحل تطور الصحافة البحرينية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية