العدد 331
الخميس 10 سبتمبر 2009
banner
سلام العلم
الجمعة 26 أبريل 2024

“سلام العلم”... تحية مقدسة تقدمها الجيوش والدول في أنحاء العالم لعلم الدولة عند رفعه، شأن السلام الوطني أو السلام الملكي الذي يلتف حوله الجميع كرمز وحيد للدولة ووحدتها.
فاحترام العلم الواحد للدولة مسألة يتم تعميقها في نفوس المواطنين بكافة مستوياتهم الاجتماعية والثقافية إلى الدرجة التي تجعل من الشخص الأمي مهما بلغ حنقه وضيقه بالسياسات الحكومية أن يستشيط غضباً في حال المساس أو إهانة علم بلاده.
الخلاف واردٌ إذن، ووجود الأحزاب والجمعيات بأيديولوجياتها المختلفة واردٌ جداً، ولكن تحت مظلة العلم الواحد. فإذا قام فصيلٌ أو جمعية أو حزب برفع علم دولة أخرى أو رمز لا ينتمي للوطن مهما كانت قداسة هذا الرمز، فهو يوجه إهانة بالغة لوطنه ولرموز وطنه؛ لأنه يعلي رموزا أخرى على هذه الرموز ويؤكد بشكل علني الانقسام والارتباط بالخارج.
وإذا كانت كل دول العالم تحرص على تقديس العلم الوطني واحترامه، فإن هذا الحرص يجب أن يكون اشد وأعمق في البحرين، ليس من قبل الحكومة وحدها ولكن من قبل الجميع، والسبب في ذلك معروف للصغير والكبير.
أقول هذا الكلام بمناسبة الضجة الإعلامية الساخنة التي صنعها الكتاب خلال الأيام الماضية عقب الزيارة السامية التي قام بها ولي العهد صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد للشيخ علي سلمان والشيخ عيسى قاسم، وما قيل عن رفع علم جمعية الوفاق إلى جانب العلم الوطني في هذه المناسبة.
وكعادتنا ككتاب انقسمنا إلى فريقين، أحدهما رأى في رفع علم آخر بالتوازي مع العلم الوطني أمرا لا يجوز، خصوصا في مناسبة زيارة صاحب السمو ولي العهد الذي هو رمز للوحدة الوطنية ورمزٌ للوطن بكل ما فيه، وهي وجهة نظر لها وجاهتها واحترامها. أما الطرف الآخر، فاتهم الطرف الأول بالصيد في الماء العكر وبالطائفية، وقال إن من حق “الوفاق” أن ترفع علمها وأن كل الجمعيات والأندية الرياضية لها أعلامها ورموزها، وأن رفع علم الوفاق مسألة لا غبار عليها، أياً كانت المناسبة وأياً كان بطلها.
والحمد لله أن الفريقين أكدا بما لا يدع مجالاً للشك أن زيارة صاحب السمو ولي العهد للرجلين ولغيرهما دليلٌ على مساواة سموه بين جميع أبناء الوطن، وأن زيارة سموه دعمٌ للوحدة الوطنية بما فيها من رمزية لا يخطئها كل ذي عقل. 
غير أن الفريق المؤيد للوفاق على طول الخط، أقصد الفريق الذي رأى أن رفع علم الجمعية إلى جانب علم المملكة أمرٌ لا غبار عليه، هذا الفريق قد غاب عنه شيء مهم، وهو أن جمعية الوفاق هي المسؤول – ولو تاريخياً على الأقل-  عن مسألة إعلاء شأن أعلام أخرى على العلم الوطني، ورفع صور لرموز من خارج الوطن.
هل نسي إخواننا في الفريق الغاضب أن الذين رفعوا أعلام الأحزاب الأجنبية والرموز الأجنبية في المظاهرات والتجمعات كانوا من أتباع جمعية الوفاق، والذين تربوا على فكرها؟
لماذا الغضب الآن من غيرة بعض الكتاب على العلم الوطني - أصابوا أم أخطؤوا- إذا كانت الوفاق هي صاحبة براءة الاختراع في رفع أعلام أخرى على العلم الوطني؟ أليست هي التي أوحت للجميع بسبب مواقفها السابقة أن يدقق في مسألة الرموز والأعلام وفي كل تفاصيل الصورة بسبب ممارسة أتباعها؟!
حي الله الجميع وما قصرتوا...

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية