العدد 2932
الإثنين 24 أكتوبر 2016
banner
رغم المؤامرة.. مازالوا يحفرون! أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الإثنين 24 أكتوبر 2016

لا يختلفون في أمر وجود المؤامرة على الأمة، ورغم الزاوية المختلفة لرؤيتهم لتلك المؤامرة، فبعضهم يراها ضد الإسلام والبعض الآخر يراها ضد العروبة وآخرون يضعون رؤية مختلفة عن هذا وذاك، إلا أنهم متفقون على وجود ما يحاك ضد الأمة، على الأقل الأمة العربية الإسلامية التي تشترك فيها الفئتان الأولى والثانية، والتي هي الهدف الأهم من كل ما يجري حاليا على الساحة العربية، ومع ذلك نجدهم ينسون عناصر تلك المؤامرة ويتجاهلون أهدافها ويشهرون سيوفهم ضد بعضهم كخدمة مجانية يقدمونها للمتآمرين على الأمة.
نعرف أن مصر معرضة كجزء من الأمة لهذه المؤامرة ومع ذلك نرى السهام الموجهة ضدها من كل صوب، خصوصا ممن يتشحون باسم الدين – الإخوان المسلمون - الذي نعرف فيه مبدأ الوحدة بين أبناء الأمة في مواجهة أعدائها، ولكنهم يصرون على ضربها من كل صوب واختلاق كل المفاسد فيها، رغم أن المشاكل التي تعاني منها مشاكل موروثة ومزمنة، إلا أنهم يصرون على نسبها للوضع الحالي بدلا من الوقوف مع الشعب العربي في مصر حاليا والعمل سويا لبناء نهضتها المفقودة ودعمها أمام أعداء الأمة، فالمخابرات من كل مكان ومعهم جماعات الإخوان ومن معهم، يعملون بلا كلل على اختلاق الأزمات، الواحدة تلو الأخرى، للقول فقط إنهم على حق، وهذا لا يهم في شيء الآن، رغم أننا نعرف أنهم لم يكونوا كذلك، ولكن المهم الآن الأمة، ولو سقطت لا سمح الله ستمكث عقودا طويلة مترنحة بلا هوية، فهل يعلم مروجوا الإشاعات عنها ذلك؟
أزمة السكر الأخيرة تم نسبها للنظام مع أنها أزمة عالمية وليست محلية ورأيناها كثيرا قبل ذلك حتى في سبعينات القرن الماضي مررنا بها ونحن ندرس هناك أيام الجامعة، ولكنهم يصرون على نسبها للنظام وتصوير الأمر وكأن النظام تعمد خلق الأزمة، ومع أن هذا المثل بسيط جدا مقارنة بما يجري، ولكننا نسوقه فقط للتدليل على ما يجري.
يقول لنا الحديث الشريف إن المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، ولكنهم يرونه حاليا كالمعول الهادم لجسد أخيه المؤمن، يمارسون عملية الهدم بدلا من البناء، فإلى متى سيستمرون على هذا النهج مع أن الشعب هو الذي رفضهم عام 2013، وقبل وجود النظام الحالي، فهل ما يقومون به انتقام من الشعب أم ماذا؟
يكفي ما فعلتموه بالأمة منذ بزوغكم على الساحة ومعكم أشباهكم ومنذ فتح السادات لكم الأبواب للنيل من مصر ونظامها، يكفي أن الشعب قال لكم لا، يكفي ما يتم تسريبه حاليا عن ما فعلته الجماعة في مصر، فهل أنتم منتهون أم ماذا؟ سامحكم الله.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .