العدد 2457
الثلاثاء 07 يوليو 2015
banner
نحن لسنا متخلفين أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الثلاثاء 07 يوليو 2015


لا أدري لماذا تكون صورة المواطن في شاشتنا الفضية كما يسمونها دائما غير طبيعية ولا تعطي فكرة عن الواقع الذي نحن عليه أو حتى الماضي الذي كنا فيه، وكأن من يصنع العمل التلفزيوني الذي نراه على تلفزيون البحرين في رمضان يريد تشويه شكل وصور الإنسان البحريني أمام الآخرين، فهل يعقل أن تكون جميع الشخصيات غير طبيعية وكأنها متخلفة عقليا، وليس ذلك فقط، بل كل ما يحيط بالعمل الفني الذي يشاهده الصائم بعد أن يفطر ويجلس امام الشاشة لا أرى أن له علاقة بالمجتمع البحريني، حتى وإن كان يحمل فكرة طيبة أو مقبولة، إلا أنه يخرج في صورة مشوهة في معظم النواحي، في الحوار والإخراج ومعظم مقومات الأعمال الفنية.
هذا بالطبع لا ينطبق على ما ينتجه تلفزيون البحرين فقط، أو يعرضه، بل ما نراه على معظم الشاشات العربية هذا العام الذي لا يشمل غير مشاهد المخدرات والخلاعة التي ربما لا يكون لها داع ولا قيمة فنية في الموضوع، ولكنها تحشر حشرا لسبب أو لآخر، ولكن أولئك لا يعنوننا في هذه الزاوية، بل ما يعنينا هو عملنا المحلي أو الشعبي وما تعنينا صورتنا أمام الآخر، وما يعنينا هو السبب في عدم التطور الذي نعاني منه مع أننا يمكن أن نكون أفضل من ذلك ولكننا نصر على أن نكون في المؤخرة خلف الغير دائما، مع أن البداية في معظم المجالات تكون عندنا والفكرة تبدأ منا إلا أننا نتخلف شيئا فشيئا حتى نسير خلف الركب وليس أمامه.
دائما تكون الأعذار كامنة في التكاليف وشح الموارد المالية – ومع أن ذلك غير صحيح وغير مقنع – إلا أنه من الممكن فتح الباب للإنتاج الخاص ولكن بدون قيود معتادة كما هو الحال دائما، ويكون ذلك بإعطاء العنصر المحلي القيمة التي يتسحقها بلا تمييز غير عادل بينه وبين العنصر غير المحلي، فلدينا من الكوادر الذين يمكن أن يعطوا منتجا جيدا ولكنهم بحاجة لأن يتم احتضانهم بحجمهم الذي يستحقون وليس أقل من ذلك.
بصراحة لا يشدني في تلفزيون البحرين ما بعد الإفطار غير دعاية إحدى شركات بيع السيارات على ما فيها من قصور، لأنها تضم مجموعة جميلة من الأطفال يكون لهم الحق – بسبب السن – أن يبالغوا في الأداء، وتكون مبالغتهم مقبولة وجميلة، أما ما يعقبهم – حار بارد الذي توقف – ثم طفاش الذي يليه فلا يوجد تمثيل فيهما، فالأول قد يحوي فكرة لا بأس بها ولكن تجسيد الفكرة كان فاشلا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أداء وسيناريو وإخراج وأفراد يبدو ألا علاقة لهم بالتمثيل من أساسه وإخراج يرى التمثيل وكأنه حركات بهلوانية يقوم بها المؤدون للتمثيل، وهذا ينطبق على العمل الثاني – طفاش – الذي يصورنا بداية بأننا شعب متخلف عقليا ويحوي حركات لا معنى لها وبلا قيمة فنية تكون من ورائها، مع أنه بإمكان هؤلاء الممثين إعطاء شيء مختلف كونهم يملكون القدرة على ذلك، ولكن ما نراه أنه مطلوب منهم إضحاك المشاهد عن طريق الحركات غير الطبيعية، ولو كان ذلك منطبقا على ممثل أو اثنين لقلنا لا بأس، ولكن الجميع يؤدي دورا يجسد صورة البشر غير الطبيعيين.
الجملة التي وضعها تلفزيون البحرين على الشاشة في رمضان (جمعتنا غير في شهر الخير) يبدو أنه لم يتم تجسيدها بالصورة الإيجابية بل بصورة سلبية – كما أعتقد – وكنا نتمنى أن تكون – الجمعة – غير فعلا وليس قولا فقط، ونتمنى أن نرى برامج التلفزيون ذات قيمة حقيقية، ونحن هنا لا نعني ما ينتجه التلفزيون، فالعملية ليست في الإنتاج دائما ولكنها تنتهي بالعرض وإن كان للإنتاج دور كبير.
ما نقوله هنا ليس تهجما على التلفزيون أو الإعلام، فقد شبعا نقدا من قبل، ولكنه نوع من النقد الراغب في التطوير فنحن نريد شيئا محليا ذا قيمة حقيقة مقارنة بالآخرين... وليس أكثر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية