العدد 2393
الإثنين 04 مايو 2015
banner
ماذا تنتظرون؟ أحمد سند البنعلي
أحمد سند البنعلي
ومضات
الإثنين 04 مايو 2015


حالة الشعب العربي في اليمن ليست الحالة التي كان يرجوها كنتيجة لعاصفة الحزم التي من المفترض أن تعيد له التوازن وتحقق له الحرية التي حرمته منها مليشيات الحوثي وأتباع الخائن علي عبدالله صالح، فما نراه يوميا على الشاشات البيضاء وتتناقله المحطات الإخبارية يفيد بالكثير من المعاناة التي عليها شعبنا هناك، فتلك المليشيات ومن معها من خونة الشعب كأنهم ينتقمون من الشعب جراء غارات التحالف العربي وعاصفة الحزم، ويتعمدون تعميق الحرمان الذي عليه اليمن العربي وشعبه أكثر مما كان عليه أيام حكم الخائن ابن صالح، فكون تلك المليشيات لا تستطيع مجاراة ما تفعله غارات التحالف العربي أو الحد منها أو تخفيف آثارها عليها، هذا يجعلها تتجه للجهة الأضعف وهي الشعب الأعزل من السلاح لتمارس بحقه ما لا يمارسه الاحتلال الأجنبي بالشعب المحتلة أراضيه، ومع ذلك نرى هذا الشعب لا يفتر بل يمارس حقه في المقاومة التي تكبد الاحتلال والخونة الخسائر وتحرر الأرض من احتلالهم.
إلا أن هذه المقاومة مازالت تعاني النقص الشديد في العدة والعتاد مقارنة بتلك التي عليها تلك المليشيات ومن معها من الخونة، فما يبدو أن تخزينهم لتلك الأسلحة في الأماكن السكنية أيام عاصفة الحزم أفادهم كثيرا حيث إن طائرات التحالف كانت تتفادى قصف المناطق السكنية لتمنع سقوط الضحايا من المدنيين الأبرياء رغم ما تمارسه المليشيات بحقهم في ذلك الوقت وحتى الآن.
تحدث العميد أحمد عسيري مؤخرا عن أن التحالف سيزود المقاومة الشعبية بأنواع من الأسلحة النوعية، وهو بذلك يعني نوعا من السلاح الثقيل والسلاح المقاوم للأسلحة الثقيلة، وهذا أمر مطلوب وملح، بل هو مطلوب بسرعة، ولكن الأهم من ذلك هو تمكين المقاومة من خلق مناطق محررة بالكامل وقريبة من الساحل اليمني أو المطارات في اليمن، ومن هذه المناطق يمكن للتحالف العربي تكثيف دعمه للمقاومة بما تريد مما يجعلها قادرة على تقليص فترة الحرب لأقل قدر ممكن، وبالتالي تقليل المعاناة التي عليها شعب اليمن حاليا، وهذه المنطقة أو المناطق المحررة بالكامل يمكن جعلها مقرا للقيادة والدعم اللوجستي للمقاومة والمدنيين في نفس الوقت، ويمكن جعلها نقطة انطلاق وتخزين للمواد التموينية التي تخفف كثيرا على المحتاجين لهذا الدعم.
قلنا من قبل إن التدخل البري من قبل القوات البرية للتحالف العربي قد يحمل بداخله مخاطر كثيرة بسبب الطبيعة الجغرافية والقبلية التي عليها اليمن، وقلنا إن الشعب اليمني قادر على ممارسة عملية التحرير بنفسه، ولكن ذلك لا يمكن أن يتم بدون وجود التحالف على الأرض في أي شكل يراه قادة التحالف، وكذلك لا يتم بدون دعم نوعي كبير يقدم للمقاومة بعد بسط عملية التنسيق على الأرض وجعل المقاومة تعمل ككتلة واحدة وتحت قيادة مركزية واحدة، وهذا ما يبدو أنه لم يتم حتى الآن رغم ما تناقلته الأنباء عن اجتماعات لقيادات المقاومة.
هذه الاجتماعات بحد ذاتها تعني عدم وجود التنسيق المطلوب، وتعني وجود اختلافات كثيرة بين مكونات المقاومة، هذه الاختلافات تضعف بشكل كبير قدرة المقاومة على التأثير على الأرض، وتضعف نيرانها امام المليشيات والخونة، ولا نعلم ماذا تنتظر قوات التحالف العربي لتمارس الدور المهم والمفترض عليها على الأرض، فهذه الممارسة تأخرت أكثر من اللازم، وهو ما يجعلنا نطالبها بسرعة الحركة وسرعة تزويد المقاومة بما تريد مما يجعلها في وضع أفضل من المليشيات، والأهم من كل ذلك أن يجعلها قوة واحدة تحت قيادة واحدة ليكون لها دور طبيعي بعد ان تكتمل عملية التحرير.
فلا تنتظروا كثيرا حتى لا تفوتوا الفرصة المتاحة لكم الآن لوأد المشروع الفارسي على الأرض اليمنية كبداية لإنهائه على باقي الأراضي العربية... والله أعلم.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية