العدد 2165
الخميس 18 سبتمبر 2014
banner
حملات الوزراء للبقاء على الكرسي حمد الهرمي
حمد الهرمي
ستة على ستة
الخميس 18 سبتمبر 2014

وزير حقوق الإنسان بدأ حملته للبقاء في الوزارة عبر محاولة حقن كرسيه الوثير بالمواد التجميلية مستخدما مشروع “التقرير الاستباقي” الذي تصدر مواضيع الصحف مطلع الأسبوع الماضي، فيما طوال السنوات الماضية، يجول مع نفر من حزبه في بلاد أوروبا، دون أية نتائج تذكر ذات فائدة على البحرين، لم نر سوى فواتير تلو الفواتير.
لم يكن مستغربا ولا مستبعدا على سعادة الوزير، فتجربته النيابية حملت ذات الملامح فكان لا يظهر للناس الا عند الانتخابات ثم يختفي في جولات وسفرات المجلس النيابي التي كانت تخصه بها هيئة المكتب المبجلة، المشكلة في الحكومة والدولة أنها لا تزال تلدغ من ذات الجحور.
على كل حال لن يكون وزير حقوق الإنسان وحده في الحملة الدعائية للبقاء في الوزارة بل إن هناك العديد من الوزراء الذين ستبدأ حملاتهم قريبا فعلينا أن لا نستغرب من دخول وزير البلديات على الخط ووزير العمل ووزير التجارة ووزير التربية ووزيرة الثقافة ووزيرة التنمية الاجتماعية والبقية تأتي، كلهم سيطرحون قريبا مبادرات تقترب من إرضاء الناس وتداعب مشاعر وطموحات صاحب القرار.
كل الوزارات المتقاعسة وغير المنتجة التي يعرف القائمون عليها بأنهم قصروا في أداء عملهم تجاه الناس والدولة، سيبرزون هذه الأيام على الساحة بمشاريع هي في الحقيقة إما واجبات تلك الوزارات التي صرفت الدولة الأموال من اجل تحقيقها للناس، وإما مشاريع وهمية غير واقعية تعلن لمجرد الاستهلاك ضمن حملة تلميع الباهت وتبييض الأسود.
الأمران مصيبة، مما يجعلنا نغوص في التخلف ونزيد من احتقان الناس وشعورهم بالظلم لأننا سنرفع توقعاتهم عاليا مما يجعلهم لا يقبلون بالواقع.
هذه لعبة خطرة بالنسبة للدولة ومستقبل الوطن، لكن للأسف لا يقابلها شعور وطني حقيقي من قبل بعض المسؤولين الذين يلعبون على هذه الأوتار لأهداف إما شخصية وإما حزبية. وهنا يكون على الصحافة ووسائل الإعلام دور مهم ينبغي ان تلعبه، وهو الدور النقدي من جهة، والتركيز على الجاد والحقيقي من جهة اخرى وهذا يتطلب وعيا وضميرا، خصوصا ان اعلانات وعطايا الوزارات ستزداد هذه الايام بهدف الترويج والدعاية ونشر أخبار البطولات الوهمية.
شهوة اللقاء الصحافي الموسع ستكون ظاهرة الصحافة المحلية بالأيام القليلة القادمة سواء من النواب الذين يسوقون انفسهم أم من الوزراء الذين لا يملكون منجزا يحميهم من شعورهم بالفشل الذي يجعلهم عرضة للتغيير، وربما صار تركيزنا على وزير حقوق الإنسان بسبب تسرعه عبر إجراء لقاء موسع قبل شهرين في صحيفة الأيام رمى فيه بأخطاء وزارته هنا وهناك، ثم رمى القنبلة الثانية وهي التقرير الاستباقي، ولن يكون مستغربا ان تكون القنبلة الثالثة من بوابة المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان.
الذي يغيب عن المسؤولين المقصرين أن وعي الناس أصبح لا يقبل الفذلكات والخطط الإعلامية التي لا تقوم على حقيقة، لعل الدرس المهم من ازمة البحرين الأخيرة بالنسبة للشعب البحريني هو ان ساحة الإعلام اصبحت مليئة بالأكاذيب وتعج ببياعي الكلام، وهؤلاء هم من ساهم وسيساهم في توريط البحرين في ازمات لم تكن ولم تستشر لولا هذه الأكاذيب التي روجت الأوهام ووضعت الناس وسط احلام مشوهة ووعود كاذبة.
يبدو واضحا أن الاعتماد على كوادر الأحزاب لم يكن تجربة ناجحة في الإخلاص لأجندة الوطن والدليل عدم حصول الكثير على حقوقم بالتساوي، خصوصا في مجال الرعاية الاجتماعية والتعليمية والتوظيف.
لن يضايق شعب البحرين إبعاد المتحزبين عن سدة قرار الوزارات لأنهم وراء كل تمييز.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية