العدد 2600
الجمعة 27 نوفمبر 2015
banner
كان ينقصنا فقط رسو السفن في الأحياء والفرجان! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الجمعة 27 نوفمبر 2015

أصبح النقاش في موضوع موسم الأمطار وتكرار “البلاوي” سنويا في شوارعنا كما شاهدنا يوم الأربعاء الماضي بعد هطول “جم قطرة” نقاشا لا طائل منه في ظل تباطؤ استجابة الجهات المختصة للتعامل مع الوضع المتدهور في شوارع البحرين التي تحولت خلال ساعتين فقط إلى “محيطات” بما فيها المناطق الجديدة التي ربط فيها أصحاب البيوت أحزمة البؤس وهم يتفرجون على بيوتهم الجديدة وهي تغرق بالمياه.
وسائل التواصل الاجتماعي غصت بصور ومشاهد “تعور القلب” وتبين بلا ادنى شك انعدام التخطيط العام للشوارع والطرقات والمرافق وأن مشاريع التطوير والتحديث لا رقابة عليها وما ينقص فقط هو رسو السفن في الأحياء.
مشاكل تجمع الأمطار تتفاقم كل عام والمسؤولون يحدثوننا عن انخفاض وحلول ولكننا لا نرى منها أي شيء. شحنة الانتقادات الهائلة التي تتعرض لها وزارة الأشغال شيء طبيعي بوجود الاختلاف في القول والعمل، فطوال العام تظهر علامات الحركة في الشوارع حتى يخيل إلينا كمواطنين ان هناك تقدما واضحا ومستمرا في معالجة تجمع الأمطار وأن البحرين لم تعد بحاجة إلى صهاريج شفط المياه على النمط التقليدي، وإنما هناك اختراعات وأدوات اكثر تطورا سيكون لها تأثير إيجابي وسريع على المشكلة الأزلية التي تعاني منها شوارع البحرين في موسم الأمطار، ولكن ما إن يبدأ الموسم إلا ونكتشف أن تلك الحركة في الشوارع ما هي الا جهود مشتتة وخارجة عن التحكم، وإلا كيف نفسر أن معظم المشاريع الاسكانية الحديثة غرقت عن بكرة ابيها بسبب مشاكل واضحة وفاقعة في تصريف مياه الامطار. شوارع  في مدن كبيرة كالمحرق والرفاع اختفت معالمها نهائيا بسبب الأمطار، شارع دمشق بمدينة عيسى  كانت فيه منذ فترة وجيزة فقط عمليات إعادة صيانة ورصف، فكيف اختفى نصفه خلال ساعتين؟ “النقعة” الشهيرة التي تتجمع في مجمع 802 خلف نادي مدينة عيسى مازالت تتحدى المسؤولين طوال 39 عاما. أي منذ العام 1976 رغم أن عمليات رصف الشارع وتبليطه من جديد  كانت في شهر رمضان الماضي. ثلاثة شهور من العمل وفي الأخير “النقعة” صامدة!
التطور الهائل الذي طرأ على المشاريع الاسكانية والطرقات والجسور في المملكة يتطلب تطورا في مجال معالجة تصريف مياه الأمطار، فإلى متى والملاحظة نفسها تتكرر على المسؤولين وهم يرون المحصلة النهائية من معاناة المواطنين مع الامطار كبيرة جدا، وكأننا نسمع من المسؤولين مقولة اخضعوا لرحمة الطبيعة.
يقولون دائما إن هناك علاقة قوية بين كمية الأمطار الساقطة والإنتاج الزراعي في الوطن العربي، بينما في البحرين هناك علاقة قوية بين كميات قليلة من الامطار تستمر لساعات وخراب بيوت المواطنين وحدوث أضرار كبيرة في الشوارع والطرقات بسبب مشاكل الصرف التي “تعشعش” في شوارعنا وتدني مستوى الملاحظة. في كل عام وبعد أن تحدث مثل هذه المآسي في شوارع البحرين نقول ان هناك تغييرات مهمة في طريقة التعامل مع المشكلة ولكن الصورة الواضحة امامنا هي التعامل ببطء شديد جدا أو بالأحرى عدم القدرة على مواجهة المشكلة برمتها!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .