العدد 2498
الإثنين 17 أغسطس 2015
banner
من أين خرج هؤلاء المتسلحون بالحقد على البحرين؟! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 17 أغسطس 2015

لا أظن أن أحدا سليم العقل والحس والوجدان يفعل ما يفعله أولئك الإرهابيون والخونة الذين يمجدون الإرهاب ويبجلون الحرس الثوري الإيراني بدل الهدوء والسكينة والاستقرار والعيش الكريم في هذا الوطن الجميل. من أين خرج هؤلاء وكيف انفصلوا عن العائلة البشرية وقدموا نموذجا وتحولا عميقا في مفهوم خيانة الأوطان واحتراف الجريمة والإرهاب واتباع شياطين قم وطهران وأصحاب الآيديولوجيات الانقلابية. نحن بحاجة الى دراسة هذه النماذج الشاذة وتفاصيل واقعها حتى لا تعود الينا من جديد، فالدراسة مهمة ومفيدة لتتبع الفكر المنحرف والطرح الآيديولوجي الذي جاء به هؤلاء المتسلحون بالحقد على البحرين، فوالله لم يشهد التاريخ الحديث بوجه عام مثل هذه الخيانة والمخططات الإرهابية ولا مثل تلك الزمرة العاقة الضالة المتآمرة على البحرين. البحرين التي عاشوا من خيرها ووفرت لهم الاستقرار والحياة الكريمة التي يحلم بها اي انسان في هذا العالم. وفرت لهم التعليم والرعاية الصحية ومختلف الخدمات مجانا بينما غيرهم وفي بلدان اخرى يقفون دائما على فوهة المدفع ويصعدون سلالم المعاناة والبؤس من أجل الحصول على “حبة باندول” أو “دفتر”.
ما الذي جعلهم مصممين على خوض حرب خاسرة غبية على البلد الذي يعيشون فيه وينعمون من خيراته؟ كيف تراكمت في عقولهم “اتفاقيات التخريب” وإشعال نيران الحرب الأهلية والإرهاب في الوطن الذي يتنفسون هواءه؟ لماذا يحاولون الظهور بمظهر الفارس الذي يقدم الكنوز والهدايا الى النظام الإيراني لكي يرضى عليهم ويقبل بهم؟ والمدهش انهم مستسلمون لهذا المصير والاوهام والانحلال وكأنهم شخصيات في رواية أو مسرحية يتحكم بها المؤلف!
انظروا اليهم في كل مكان، في اعترافاتهم، في المسيرات، في القنوات الإيرانية، في البلدان الأوروبية التي يختفون بها، يركضون بلهفة لعمل أي شيء يضر البحرين، يستيقظون على حقد وهتافات تسقيطية وينامون بالمثل. هذا النوع من البشر لا يمكن ان يكون سليما بصرف النظر عن عمره أو عمله وإنما نفسيات مريضة ومتخلفة. اتركوا العقاب الذي يستحقه هؤلاء وهو الإعدام ولو كان هناك حكم أشد من الإعدام لطالبنا به، ولكننا نتحدث عن حالة غريبة، ديدان تنخر الحياة بشكل مقرف. للحروب أنواع معروفة، هناك حرب بين المذاهب، وهناك حرب بين دولة ودولة أخرى، وحروب بين الفساد والقذارة وبين العفة والطهارة وغيرها من الحروب، ولكن حربا بين الإنسان وبيته ووطنه وأرضه ومكانه، فهذه أول مرة نسمع بها وقصة عجيبة تروي لنا انهار العار التي يستحم بها أولئك البشر والأعداء وأعمالهم اللصوصية والإرهابية وتبرير مطالبهم التي سجلوا فيها بما يتفق مع مآربهم الطائفية القذرة ويقف من خلفهم إعلام حاقد يهدف الى تثقيف “الناشئة” باقتلاع الزرع من ارض البحرين وعدم تعميرها وبنائها والكذب والمغالطات.
هؤلاء يحملون شعارا وآيديولوجيا جديدة في الفكر الإنساني وهو المؤامرة ضد الوطن ونسف دعائمه بأية طريقة ممكنة والتسلح من اجل قتل رجال الأمن ومساندة الأعداء وتدمير المنشآت “مدارس.. مستشفيات.. إلخ” والقضاء على كل من يعيش في المجتمع. سواعدهم وأكتافهم وعواتقهم تحمل الخيانة وهذا يؤكد ان الانحراف كامن في داخلهم ولا يعترفون بشيء اسمه وطن، ولا أسرة ولا مجتمع، وهم على استعداد للانتقال من مرحلة الى اخرى في هذا العمل الحقير والمعكوس، ومن الطبيعي أن تكون نهاية هذه “الأشكال” نهاية بشعة تليق بكل بساطة بتصرفاتهم الشاذة. هؤلاء يستحقون أن نوصد عليهم قلاع الموت وهم احياء لأنهم من المؤكد قادمون من عوالم غريبة، وإلا هل سمعتم من قبل عن إنسان يحرق بيته ومكانه!؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية