نقدر الجهود الكبيرة التي تقومون بها في هذا القطاع الحيوي الكبير والتنظيم الذي يحقق الهدف المنشود لما فيه مصلحة البلد، ولكن هناك ملاحظة على تصريحكم في الزميلة «الأيام» الذي نشر يوم الأربعاء الماضي حول عدم وجود نية لزيادة فترات حظر العمل خلال فترة الظهيرة رغم ارتفاع درجات الحرارة خلال موسم الصيف 2015، حيث سيتم بدء حظر العمل في وقت الظهيرة مطلع يوليو المقبل.
يتواجد حاليا في منطقتنا مجمع 802 بمدينة عيسى أحد المقاولين الذين تعاقدت معهم الحكومة لرصف الطرقات الداخلية بالطابوق الأحمر وهي عملية متواصلة ستشمل كما هو واضح معظم مناطق مدينة عيسى القديمة.
 عمال هذا المقاول يشتغلون منذ السابعة صباحا ولغاية الخامسة مساء، وفي أكثر من مرة أشاهدهم هذه الأيام يعملون تحت نار شمس حارقة عند الساعة الثانية ظهرا في مكان مكشوف دون أي مظلة أو ساتر. منظر يدعو إلى الشفقة على هؤلاء العمال الذين ربما لا يعرفون قوانين حظر العمل في مثل هذه الأجواء الحارة التي لا يمكن لأي إنسان أن يعمل فيها..
السؤال.. لماذا تم تحديد شهر يوليو بالذات لبدء عمليات التفتيش على مواقع العمل رغم ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير هذه الأيام؟ أيعقل أن يعمل هؤلاء العمال لمدة شهر كامل وهو شهر يونيو المقبل والذي من المؤكد أنه سيكون حارا جدا قبل أن يتم البدء في عمليات التفتيش؟
أتصور أن عمليات التفتيش يفترض أن تبدأ من الآن ولا يمكن ربطها بشهر معين طالما الحرارة في ازدياد وأجواء البحرين كما تعرفون «لواهيب».
حملات التفتيش على أماكن العمل المكشوفة هي خطة مرنة ومدروسة تنفذها الوزارة وليست تواريخ بعينها.
كما هناك مسألة أخرى بودنا طرحها ولا أعلم إن كان للوزارة شأن بها. بعد انتهاء العمال يخصص المقاول «عاملا واحدا» ليكون حارسا على المعدات. كل ما هنالك أنه يجلس وحيدا أمام كومة من المعدات في الشارع هكذا طوال الليل لغاية النهار، وطالما هذا العامل موجود في الشارع وحيدا فمن المحتمل أنه يتعرض للضرب أو للسرقة في آخر الليل، فإذا كان العمل في منطقتنا سيستغرق حوالي ثلاثة شهور كما أخبرني أحدهم لماذا لا يخصص المقاول «صندقة» لوضع الأدوات أو ينقلها في الشاحنات ويجلبها في اليوم التالي بدل تخصيص عامل منهك وتعب للسهر؟
ثم بودنا أن نتعرف على آلية التفتيش المتبعة، وهل هناك عدد كاف من المفتشين لتغطية مناطق المملكة كافة؟ فنظرا للزيادة المضطردة في المنشآت والمباني خلال السنوات الأخيرة فالوزارة تحتاج إلى فريق عمل متكامل وخطة واسعة في هذا الجانب تغطي غالبية المناطق. وهل تقوم الوزارة بنشر الوعي بين العاملين عن طريق إصدار النشرات وإقامة الندوات لأصحاب العمل أنفسهم أم تكتفي بالتحدث إليهم شفهيا؟
إن هدوء بعض مواقع العمل المكشوفة لا يعني بالضرورة أن العمال مرتاحون ويعملون في بيئة صحية تساعدهم على الإنتاج.