العدد 2387
الثلاثاء 28 أبريل 2015
banner
تطبيق للقانون وليس “حلولا أمنية” أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 28 أبريل 2015

شعارات ومقالات وخطب وقصص يكررون فيها مصطلح لم تسمع عنه البشرية إطلاقا وهو “الحل الأمني”، “البلد لن يصطلح حالها وتستقيم إلا إذا تخلت عن الحلول الأمنية!” هكذا يقولون دائما.
لا يوجد شيء اسمه “حلول أمنية” إنما هو تطبيق للقانون، الخطوات والإجراءات التي تقوم بها البحرين تجدونها في اي بلد في العالم، فالجهات الأمنية قبل كل شيء تحافظ على أمن وسلامة الوطن والمواطن، والتطبيق الحازم للقانون. فالذي يتعمد تأجيج نيران الكراهية في المجتمع ويرمي رجال الأمن بالمولوتوف ويزرع القنابل في الشوارع ليقتل الأبرياء، ومن يقوم بتهريب الأسلحة وتخزينها ويعد الخطط لسلسلة من التفجيرات والاغتيالات والتصفيات. ومن يحيك المؤامرات بهدف الانقلاب بمختلف الأساليب والسبل. ومن يجعل وظيفته التحريض العلني على كره النظام ويخلق الاضطرابات والانفجارات ويزيد من موجات النعرات الطائفية ويعقد المؤتمرات مع المنظمات المشبوهة ذات السجل الأسود. كل تلك الجرائم الخطيرة التي تهدد المجتمع كيف يمكن التصدي لها؟ أية دولة تواجه مثل هذه الحرب العدائية والإرهابية ماذا يمكنها أن تفعل؟
المعالجة لا تتم الا بتطبيق القانون بحزم وتقديم كل من يثبت تورطه الى المحاكمة وإضرام النار في نبتة الإرهاب والتخريب قبل ان تنمو وتكبر في المجتمع. الوجه الخطر للإرهاب لا يمكن محو ملامحه القبيحة الا بتطبيق القانون وفرض الأمن والطمأنينة في المجتمع. لا يوجد ما تثرثرون به وتكذبون.. “تعذيب وإجراءات تعسفية وأشكال انتقام بعد إصدار أحكام القضاء”. لماذا تستميتون في الكذب والفبركة والتلاعب بالكلمات لغاية اليوم رغم انكشاف كل شيء؟ ما هذا التشويه العميق الذي تحاولون إلصاقه بالإجراءات الأمنية والقانونية التي نشاهدها في كل مكان؟ هذا التبني الخفي للإرهاب والتخريب أصبح مكشوفا ونغمة التضخيم والتهويل لن تجد لها آذانا صاغية، لأن مشروعكم الأساسي معروف واللعبة انتهت.
من يرتكب الجريمة ايا كان نوعها تقوم الدولة باتخاذ موقف فوري حيالها ومنعها، أما أنتم فتريدون دولة “سايبة” يندفع فيها الإرهابي والمخرب بشكل جنوني دون محاسبة ومساءلة. تريدون للأعمال العدوانية ان تنتشر في الوطن والجهات الأمنية تكتفي بالتفرج من بعيد. أسلحة يتم ضبطها مقترنة بالاعترافات ومخططات وأساليب إجرامية لتخريب البحرين ولا تريدون تطبيق القانون، وإذا ما تم القبض على المجموعات الإرهابية قلتم بوجه “بليته” ان الحل الأمني مرفوض! أي حل أمني، إنه تطبيق القانون حفاظا على هيبة البلد وسيادتها ولن تثنيها المؤامرات وثرثرتكم عن اداء دورها في الدفاع عن امن وسلامة المواطنين.
اذهبوا إلى الدول الغربية التي تعجبكم الديمقراطية فيها وأعلنوا سخطكم واستنكاركم للتحركات الأمنية لصد الإرهابيين. قفوا في شوارع لندن أو نيويورك وارفعوا شعار الحل الأمني مرفوض وانتظروا الاجابة منهم. ليكتب احدكم مقالا ويرسله الى اية صحيفة هناك ينتقد تصدي قوات الأمن للمخربين في الشوارع. اكتبوا وانتظروا النشر! بعدها علكم تستوعبون كيف يتم التعامل مع المخربين وكيف تتخذ الحكومات موقفا حازما ضدهم.
محاصرة الإرهابيين والقضاء على التخريب ليس حلا أمنيا إنما هو التزام من الدولة بتطبيق وفرض القانون الذي يشكل الأساس الوحيد لأمن المجتمع وسلامة المواطنين والمقيمين. لحفظ الأمن لابد من تطبيق القانون. بالقانون سنواجه الإرهاب ونقضي على كل من يريد الشر بالبحرين.
التنظيم والانضباط والتضحية وأداء المهمة بمهنية عالية هو عنوان رجال الأمن في البحرين، وكل صورة كاذبة تحاولون رسمها ستتهاوى كالطير الميت.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .