العدد 2359
الثلاثاء 31 مارس 2015
banner
الديمقراطية “بهدلتنا” أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الثلاثاء 31 مارس 2015

إن أحداث هذه الحقبة توضح لنا بشكل قاطع أن الديمقراطية “بهدلتنا” ولم نر إلا وجهها البشع وكادت تخنق دولنا وتمنع عنها الهواء بحجج الإصلاحات والمطالب والخطط والمشاريع الدخيلة التي لا تتناسب مع طبيعة مجتمعاتنا. الديمقراطية التي جاءتنا مشوهة ومزورة ولا تستند على أهداف قوية من اجل صالح الانسان وتطوره والمحافظة على حقوقه، حيث استغلها البعض من اعداء الاوطان وأخذ يعمل في كواليس المؤامرات وضاعف جهده من اجل خلق الصراعات الطائفية وتنفيذ مآرب جهات خارجية مازالت تحلم بالامبراطوريات وابتلاع الدول.
كل ما مرت به أوطاننا العربية منذ بداية “الخراب العربي” سببه هذه الديمقراطية المزورة المرهونة بإرادة سياسية خارجية وتقف وراءها مصالح دول كبرى تلعب لنفسها بصورة واضحة ولا تهتم بأي شيء. أرادوا استمرار الإرهاب والتخريب في دولنا تحت مسمى الديمقراطية وحرية الرأي. تعدوا على الشرعية والثوابت الوطنية وقالوا انها الديمقراطية. ملأوا سماء دولنا بالعواصف والصواعق وأرادوا لنا ان نعيش في الظلام وقالوا انها الديمقراطية. كان هناك شعور عربي بأن الديمقراطية المربوطة بخارج حدود الوطن لا يمكن ان تكون ديمقراطية حقة بل هي مصطنعة وتسعى الى خلق المشاكل الطائفية وعدم استقرار الدول. فالحوثيون الذين انقلبوا على شرعية الحكم في اليمن وعاثوا خرابا وحرقا وتنكيلا وبدعم ايراني كانوا يحاولون خداع العالم بأنهم يسلكون طريق الديمقراطية وأن كل شعب اليمن يساندهم وهم منزهون عن التناقضات. كانوا يطبخون المؤامرة على اليمن ودول الخليج والعمل يجري على قدم وساق وفي نهاية الأمر يقولون لك انها الديمقراطية.
البحرين كادت تحترق بالإرهاب وأعمال التخريب والمد الصفوي ثم يخرج اليك امين عام جمعية سياسية ويقول.. إنها الديمقراطية والانفتاح والممارسة الصحيحة للحقوق. كل مظاهر التخريب والإساءة للأوطان يعتبرونه نوعا من الديمقراطية وليس تشويها. مارسوا الارهاب السياسي والاجتماعي بكل صوره وأشكاله وهم يرفعون شعار الديمقراطية. هذه الأصناف من البشر عبرت عن الديمقراطية بلغة الدم والإرهاب ومازال بعضها يمارس دوره الشاذ في المجتمع وعلى مدارج وعتبات المؤسسات الدينية والاجتماعية والسياسية، لا يمكن أن يستمروا في أوطاننا وهم يتبعون الأسلوب والمنطق المخادع.
نحن اليوم نرى مشاركة عربية موحدة “عاصفة الحزم” من أجل دفن هذه الديمقراطية المزورة التي خلقت لدولنا وشعوبنا الخراب والدمار والمؤامرات ووضعتنا في حرج تاريخي حقيقي كان من السهل جدا ان تتآكل أطراف دولنا الخليجية والعربية وتصاب بالجذام لو سمحنا لتلك الصورة المشوهة ان تأخذ مكان الصورة الأصل وتجعلنا رهينة للأجندات الخارجية التي لن تنتهي طالما في الحياة اعداء للأمة العربية والاسلامية. تحركنا في “عاصفة الحزم” جاء نتيجة مخططات لئيمة تكالبت على دولنا منذ فترة طويلة تحت مسمى الديمقراطية والانفتاح والحقوق وأكاذيب أخرى ملونة مصدرها قوة معادية.
لأول مرة في التاريخ نرى ان مفهوم الديمقراطية يرتبط بالإرهاب والتآمر والانقلاب على الشرعية والقتل والتخريب كما هو حاصل في مجتمعاتنا، ولكن من لطف الله بنا أننا استيقظنا في الوقت المناسب وعرفنا حقيقة ما يدور حولنا وما يحاك ضدنا. يريدون التوسع ضمن اطار مخطط خبيث بمسمى الديمقراطية. كان هذا شعارهم فعلا الذي يروجون له. نحن نسترجع اليوم بعد عملية “عاصفة الحزم” شخصيتنا ولم نعد نؤمن بالدعايات والشعارات التي كادت “تودينا في داهية”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية