العدد 2260
الإثنين 22 ديسمبر 2014
banner
خطورة الإعلام الكاذب والمفبرك في البحرين! أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الإثنين 22 ديسمبر 2014

تتجلى خطورة الإعلام الكاذب والمفبرك في السماح له وعلنا بتزييف الواقع وقلب الصور بما يتناسب مع أهدافه. هذا الإعلام يضفي طابع المشروعية على الأعمال الإرهابية التي تحدث بشكل يومي في مجتمعنا، وذلك من خلال تغيير المسميات.
فالذين يخرجون وهم ملثمون ويرمون رجال الأمن بالمولوتوف ويزرعون القنابل القاتلة في الطرقات لا يطلقون عليهم الوصف الصحيح وهو “الإرهابيون”، وإنما يصفونهم بالمحتجين..
وطبعا هناك فرق شاسع بين المحتج والإرهابي. وقبل يومين أعلنت وزارة الداخلية عن تفجير إرهابي حدث بقرية بني جمرة أسفر عن إصابة 3 من رجال الأمن بإصابات بسيطة أثناء وجودهم في دورية أمنية.. وفي مقابل ذلك أعلنت جمعية الوفاق أن شابا أصيب خلال مناوشات أمنية شهدتها السنابس.. أكرر.. مناوشات أمنية وليست أعمالا إرهابية!
جماعات إرهابية تمطر رجال الأمن بوابل من المولوتوفات والأسياخ الحديدية والقنابل الحارقة بقصد قتلهم وكل ذلك يعتبرونه “مجرد مناوشات أمنية”.. إذن طالما بقي هذا الإعلام ولغته المضللة حرا ودون مساءلة قانونية ومحاسبة فعلية فالأعمال الإرهابية لن تتوقف ودائرة التفجيرات سوف تتسع طالما يتم تغيير كلمة الإرهاب إلى مناوشات.
الإعلام المضلل مضر بالمجتمع.. هذا الإعلام لا يمارس حريته فيما يكتب ويقول، وإنما يتعدى على حرية الآخرين وعلى أمن واستقرار الدولة، وذلك بتخطيه حدود الحرية المتعارف عليها والتخصص في قلب الحقائق والمسميات.
هل من الحكمة أن يطلق هذا الإعلام على الإرهابي الذي يحمل مولوتوفا أو قنبلة محلية الصنع كلمة “محتج”؟ هل من الجائز وصف العمليات الإرهابية التي يتعرض لها رجال الأمن والمواطنون الأبرياء بالمناوشات الأمنية فقط؟!
هذا الإعلام كان السبب الرئيس في إرساء النواة الأولى للإرهاب في البحرين عبر التضليل وحجب الحقائق والتلفيق والفبركات والعمل المتواصل والمتوافق مع الأعمال الإرهابية والتخريبية في كل المراحل. نحن لا نتحدث عن صوت معارض... أهلا وسهلا ومليون مرحبا بالصوت المعارض الوطني وبالإعلام المعارض الحقيقي الذي لا يمكن أن يخرج عن السياج الوطني.. ولكننا نتحدث عن إعلام يسعى لتعزيز الأعمال الإرهابية في البلد ويضر بالمجتمع وبمسيرته من خلال خلط المفاهيم وتغيير المسميات وابتكار الطرق “والمقالات” التي تؤثر في الناشئة وتحفزهم على المضي في طريق العبث بمنجزات الوطن وتشويه سمعته طالما يزينون لهم النشاط التخريبي ويقدمونه لهم بشكل مغاير على أنه واجب وصمود!
مهمة الإعلام المعارض الحقيقي هي التعبير السليم والواعي ونقل الأخطاء والمساهمة في المعالجة والبناء، ولكن ليس تشجيع الإرهاب والتحريض على التخريب وتجاوز كل الخطوط والحقوق وضرب المسؤولية الوطنية عرض الحائط.
لقد تعدى هذا الإعلام مرحلة الإساءة إلى البلد وجاء دوره اليوم لكي يضفي صفات البراءة وحسن النية والطيبة الخرافية على المجرمين والإرهابيين الذين عرفهم العالم بأكمله واطلع على كل أعمالهم الشنيعة في البحرين.
عندما تقول للإرهابي الذي يستهدف قتل رجال الأمن إنك مجرد محتج.. من المؤكد حينها سيعتبر عمله قانونيا وأنه يمشي في الإطار الصحيح وما يقوم به ما هو إلا علامة من علامات الديمقراطية... الديمقراطية الخاطئة والكاذبة التي يروج لها ذلك الإعلام؛ من أجل حرق البلد وزرع الطائفية.
يفترض أن يكون صبر البحرين قد نفذ بعد أن لعب هذا الإعلام دورا كبيرا في التحريض والتدمير وضرب مصالح الناس عبر الكذب والفبركة وتلميع وجه الإرهاب القبيح. ونحن بدورنا نعيد ما ذكرناه مرات عديدة.. يا دولة.. هناك فرق بين حرية التعبير والدفاع عن الإرهاب.. هناك فرق بين الديمقراطية في القول والعمل وبين النوايا العدوانية الواضحة.. هناك فرق بين الإعلام الذي ينتقد من أجل بناء الوطن وبين الإعلام الذي يتعامل مع الكلمة بالكذب ويدفع بكل طاقته؛ من أجل تشويه سمعة الوطن.
الصوت الإعلامي الذي يضر بالبحرين ويسير على أسس غير سليمة وإيجابية يجب أن يتم إسكاته.. كفانا ما حصل.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية