العدد 2164
الأربعاء 17 سبتمبر 2014
banner
لندع السياسة ونلتفت لبناء البحرين أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
الأربعاء 17 سبتمبر 2014

أعرب سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه عن سروره بما لمسه من جودة عالية تتمتع بها منتوجات الصناعات البحرينية مما يجعلها قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية والإقليمية. وسموه حفظه الله معروف عنه دعمه اللامحدود لأصحاب المشاريع.
حقيقة قادني هذا التصريح لسموه للتحدث عن حرية التجارة في البحرين وإتاحة الفرصة لكل المستثمرين وارتفاع الإقبال على المنتوجات البحرينية التي تصنعها أياد ماهرة، وأكثر ما يلفت الانتباه اليوم هو اتساع رقعة المنتوجات البحرينية وتدفقها إلى مختلف الدول مما يعكس التقدم الاقتصادي وخلق أنشطة اقتصادية وتنموية قوية.
نحن نفخر كبحرينيين بوجود منتجات صناعية متميزة تختلف عن سائر المنتوجات المصنعة في دول الجوار، وأنا أتحدث تحديدا عن الصناعات الخفيفة كالمنسوجات وغيرها، فإقامة أية صناعة في أي بلد مرتهنة وكما يقول خبراء الاقتصاد بموارده الطبيعية، والبحرين حباها الله بموارد تساعدها في ذلك كثيرا، والتصنيع يعتبر وسيلة من وسائل التنمية الاقتصادية ويساعد كذلك على رفع مستوى المعيشة.
على أية حال، أثبتت الوقائع العملية مدى نجاح البلدان التي ابتعدت عن السياسة ووضعت نصب عينها مشروعات التنمية وحققت الإنجازات المطلوبة في هذا المضمار الحيوي، واستثمرت كل جهودها لصالح التنمية والاقتصاد، دول تبتعد عن الهشاشة في البنية الاقتصادية وترفض التراجع في النماء والتطوير بسبب المهاترات السياسية والقوى المناهضة للتقدم!
فالجارة العزيزة دبي وصلت إلى ما وصلت إليه اليوم من تقدم في مختلف الميادين بسبب التركيز على الاقتصاد وتبني المشاريع الكبرى وتحفيز رؤوس الأموال لبذل الجهود لرفع الاستثمار والمساهمة الفعلية في كل مشروعات النمو الاقتصادي، وسبب استقرار دبي أمنيا واقتصاديا هو رسم الأهداف وقلة التعاطي مع المعطيات السياسية التي تؤخر الركب الاقتصادي والتنموي دائما.
إن مملكة البحرين ونقولها علانية، فيها مخربون وإرهابيون يهددون الأمن والاستقرار، وهؤلاء يقفون وبتعمد في وجه الازدهار والنماء والتطور، ولن تتوقف مؤامرتهم الخبيثة الرامية إلى تعطيل المشروعات الاقتصادية “وتطفيش” المستثمرين ما لم يحسم الأمر معهم نهائيا والقضاء على صفقاتهم المخربة!
لقد ذكرت في زاوية الأمس أن البحرين عانت طويلا من السياسة وعدوان المخربين وناكري الجميل، ولا يمكننا أن نقبل مزيدا من التراجع والانشغال بلعبة السياسة التي لا تنتهي. فهذه اللعبة أحرقت دولا وجعلتها تعيش وهي تدفع فواتير ليس لها نهاية أبدا. دول تآكلت من الداخل كما يتآكل الحديد من الصدأ بسبب الارتطام القوي بقاع السياسة ومشروعاتها الخطرة.
خصم البحرين اليوم والذي علينا مواجهته بكل قوى، هي لعبة السياسة وتأثيراتها وتلك القوى التي تهدد المجتمع بأجندات خارجية وتريد إشغال البحرين بأمور تبعدها عن التطور والبناء.
الضعف والخلل في وضعنا اليوم وحسب تصوري هو فتح آذاننا للسياسة فقط، حيث أصبحت متغلغلة في كل حياتنا، في الصحافة، في البيوت، في المؤسسات.. إلخ، نعيش ونصحو على السياسة حتى أن البعض تصور أن السياسة قادرة على إحداث تغييرات شاملة وهي نظرة خاطئة.
المهاترات السياسية لا يمكن أن تنال من هذا البلد المعروف عنه الانفتاح واقتصاده المتقدم وريادته، وكل ما نتمناه هو إجراء عملية جراحية عاجلة لتصحيح أوضاعنا والبعد عن السياسة والالتفات إلى بناء البحرين ودفع عجلة تقدمها. فالخوض في الأمور السياسية أشبه بالوقف في وحل لا يمكن للمرء أن يتحرك فيه. دوامة كل يوم تكبر وتأخذ في طريقها كل إنجازات البلد وتبتلع المشاريع التنموية. ولا ننسى هناك من يسعى لتأخر البحرين في كل الميادين.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية