العدد 2111
السبت 26 يوليو 2014
banner
زيارة جلالة الملك لمجلس سمو الشيخ علي بن خليفة أسامة الماجد
أسامة الماجد
سوالف
السبت 26 يوليو 2014

للبحرين حضارتها المتميزة وموروثها التاريخي العظيم والتزامها الحقيقي بإرث الآباء والأجداد وضرورة الاتصال الوثيق بين الحاضر الزاهر والماضي العريق وأمجاده.
وتشكل المجالس مركز إشعاع ثقافي واجتماعي عند الشعب البحريني منذ أبعد الأزمان، وكما قال عنها سيدي عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عند زيارته لمجلس سيدي نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة: “المجالس تمثل جانبا مضيئا في تراث مملكة البحرين ويجب المحافظة عليها وترسيخ أهميتها وقيمها في نفوس الشباب والأجيال الناشئة لتعزيز روح الأخوة والمحبة والتآلف بين الجميع”.
إن قيام جلالة الملك حفظه الله بهذه الزيارة تأكيد على تواصله المستمر مع أهل البحرين ولقائه مع أبناء شعبه وهذا هو تراثنا الغني والزاخر والأصيل.
هذا التراث يؤكد لكل من يعرف مملكة البحرين أن الحكام والشعب على هذه الأرض المباركة سطروا صفحات من التلاحم والمودة وتبادل الرأي والمشورة واضعين نصب أعينهم رفعة وتقدم البلاد، فالبحرينيون أسرة واحدة كالبنيان المرصوص والجميع يقوم بدوره الوطني ويبذل كامل جهده لتحقيق الخير والعزة والازدهار للوطن.
لقد لعبت المجالس في البحرين دورا تاريخيا في ترسيخ قيم التسامح والأخوة والتعاضد وغرس الخصال الحميدة في نفوس الشباب وكانت بحق وكما قال سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء حفظه الله إن “مجالسنا مدارسنا”.
مجالس البحرين نموذج للتربية والتثقيف وتعدد الآراء والأفكار ووضع المصلحة العليا في المقدمة، ولا يكاد بيت إلا وبه مجلس مفتوح طوال العام في مختلف ربوع البحرين.. في المدن والقرى، حيث تحرص العوائل على ضرورة التواصل وهي عادات بحرينية أصيلة ممتدة في جذور التاريخ وحققت للبحرين القوة والاستقرار، كيف لا... والمجلس يعد بيت الشورى ومكانا لبناء الكلمة النافعة والقرارات السليمة التي تخدم عموم الشعب وتصون مقدراته ومنجزاته.
لقد سجل التاريخ لحكام البحرين الكرام محافظتهم القوية على سير المجالس والاهتمام بها كونها مصدرا غنيا للعلم والثقافة واكتساب الخلق الرفيعة وتحمل رسالة الوحدة والتكاتف بين ابناء الوطن الواحد وتقوم بدور حضاري كبير، ولهذا نجد اعترافا خالصا من كل الأشقاء في الخليج بتميز المجالس البحرينية وتكاملها ودورها الملفت في إشباع الاحتياج الفكري والثقافي وكل المجالات الفكرية والعلمية.
المجالس في البحرين تلهم الشعب دائما طوال العصور القيام بمسؤوليته تجاه وطنه وتجاه الآخرين، والمواطن البحريني معروف بأخلاقه الطيبة وحسن معشره وهي صفات اكتبسها بلا أدنى شك من العادات والتقاليد، والمجالس ركن مهم من أركان تراثنا وعاداتنا وتقالدينا، ومن هنا تأتي أهمية ودور المجالس في تثقيف الشعوب وتزويدها بروح البناء والمحبة والانتفاع من شتى العلوم والافكار.
المراكز المتقدمة التي حققتها البحرين على كل الأصعدة والدور الريادي الذي كانت ولا تزال تلعبه في اكثر من مضمار، جاء نتيجة امتزاج روح الماضي العريق لأهل البحرين وحاضرهم المجيد، ومجالسنا ما هي إلا نافذة لوجه مملكة البحرين وتاريخها العظيم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية