العدد 2233
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014
banner
الفرصة القطرية.. غرفة عمليات! أحمد كريم
أحمد كريم
لقطة
الثلاثاء 25 نوفمبر 2014

لا يفوّت الأشقاء في قطر مناسبة رياضية دون أن يضعوا عليها بصمتهم الخاصة. حدث ذلك في خليجي 22 كما حدث في مناسبات عدة شهدتها الساحة الخليجية والآسيوية والعالمية مؤخرا، حتى بات الجميع بانتظار ما سيقدمه القطريون في كل مرة.
وبعيداً عن صخب مباريات البطولة التي تحتضنها العاصمة السعودية، كان أبناء الدوحة يحضرون مفاجئة لأشقائهم المتواجدين في الرياض، وهي التدشين الرسمي لاستاد خليفة بحلته المونديالية، وكان وقع المفاجئة باهراً، فالدوحة هنا بعثت رسالة للجميع بأنها ستقدم ملعباً أسطوريا لم يشهد التاريخ له مثيلا، لتؤكد مجدداً جديتها وقدرتها على استضافة نهائيات كأس العالم بعد ثمان سنوات من الآن، وأن موضوع الاستضافة بات أمرا مفروغا منه بعد إعلان براءة الملف القطري من الشبهات المزعومة.
لكن بالعودة إلى تدشين الملعب الأسطوري وبالتزامن من منافسات خليجي 22، ربما يحمل ذلك مدلولات عميقة لا تتوقف عند العلاقات الأخوية بين دول الخليج فحسب، وإنما تمتد إلى أمور أكثر شمولية ومنفعة، لعل أبرزها الدور الإيجابي المتوقع من هذه الدول التي سيكون بمقدورها التحرك في اتجاه تدعيم الاستضافة القطرية والاستفادة من تحول منطقة الخليج إلى قبلة كروية يحج لها مجانين الساحرة المستديرة من كل فج عميق.
هذا الواقع يفرض حدثا استثنائيا يتوجب علينا جميعا أن نعي أهميته، فلا يحسب أحد أن كرة القدم في قطر خصوصا وفي دول الخليج عموما ستكون كما كانت عليه قبل استضافة مونديال 2022، فهناك بكل تأكيد تغييرات كبيرة ستحدث، لعلنا نشهدها بشكل تدريجي في وقتنا الحاضر وسوف تصل ذروتها بعد المونديال المرتقب، ابتداء ببناء المنشآت المتطورة، مروراً بدعم المنتخبات وتأهيلها بشكل أكبر مستفيدين من تأثر الجيل الصاعد بكرة القدم، وانتهاء بمكاسب مالية وتعزيز المنطقة كوجهة سياحية واقتصادية ودينية متسامحة ومسالمة بشكل يساهم في تغيير صورة غير حقيقية طبعها المتعصبون في أذهان العالم عن الإسلام وأبناء الخليج.
خلاصة القول، إن القيمين على ملف مونديال 2022 يضعون دول الخليج على قائمة الشركاء الحقيقيين في استضافة الحدث، انطلاقا من إستراتيجية «المصير الواحد»، لذلك على دولنا الاستفادة من هذه الفرصة، والمسارعة بفتح غرفة عمليات مشتركة وإيجاد أفضل الطرق والحلول لتحقيق الفائدة القصوى، ودون شك ثمة العديد من الخيارات، وأهل الاختصاص يدركون تماماً ماذا يعني أن تكون كأس العالم في دولة خليجية، بكل زخمها واستقطابها للبشر من مختلف أنحاء المعمورة.. أليس كذلك؟!
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية