لا شك أن فئة الشباب الرافد الأصلي لأي مجتمع بالطاقة الإنسانية التي تشغل محرك التنمية فيه لأن الشباب الجيل الذي نشأ على احدث ما توصلت اليه البشرية من تقدم في العلوم والآداب والتكنولوجيا مما يؤهلهم لمواكبة تطورات العصر وبناء بلدانهم بالشكل الذي يتناسب مع الزمن الذي تعيش فيه.
ولكي يكون الشباب هذه الطاقة العظيمة فإنهم يجب أن تتم العناية بهم جسديا وعقليا وفكريا بما يؤمن التزامهم بالطريق القويم واتجاههم الى ما ينفعهم وينفع أوطانهم بعيدا عن اشكال الانحراف المختلفة خلقيا وعقائديا وسياسيا ومنع انجذابهم الى الإرهاب والتطرف والعقائد الفاسدة والإدمان وغير ذلك.
لاشك أن مملكة البحرين تمتلك ثروة شبابية هائلة وهذا البلد يعتبر من البلدان الشابة ولابد لهذا الجيل ان يكون الاداة الفاعلة لبناء النفس والوطن وتنوع احتياجات الشباب بمقتضى اعمارهم بين الحاجة الى التعليم اللائق الذي يواكب الزمن ويغذيهم بمعلومات نظرية وعملية تتناسب وما سيواجهونه في الحياة العملية وعدم الاكتفاء بالمناهج القديمة التي تخرج جيلا بعيدا كل البعد عن العالم الواقعي عدا عن التعليم وكذلك فرص العمل اللائقة سواء الحكومية أو في القطاع الخاص كما أن الشباب بحاجة إلى الترفيه السالم الذي يعتبر متنفسا لطاقتهم مثل الرياضة بأنواعها المختلفة وكذلك الفعاليات الثقافية والفنية التي تساهم في ابراز الجوانب الإبداعية لدى شباب الوطن وقد تؤدي الى صعود بعضهم الى مستويات عربية أو عالمية اذا تم الاهتمام بهم. لقد حرصت القيادة الرشيدة على تشجيع الشباب في البحرين فقدمت خدمات تعليمية لائقة على كل مستويات الدراسة مجانا وقدمت البعثات الدراسية الى خارج البلاد وفي أرقى جامعات العالم للمتفوقين وشجعت الانشطة الرياضية المختلفة التي تقام في البحرين طوال العام وكان لتعيين هشام الجودر وزيرا لشؤون الشباب والرياضة وهو نفسه ينتمي الى جيل الشباب ومدرك تماما لتركيبته النفسية واحتياجاته الفكرية دفعة في هذا الاتجاه الصحيح لتسليط الضوء على احتياجات الشباب والتمهيد لرفع مستواها كما وكيفا. كما أن للأنشطة التي يقوم بها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة وسمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة في مجالات الرياضة المختلفة واستضافة الأنشطة المتنوعة على ارض البحرين اثرا كبيرا جدا في انجذاب الشباب الى رياضات جديدة خارج نطاق رياضة كرة القدم التقليدية فهناك عشرات الرياضات التي يمكن للبحرين ان تفرز فيها ابطالا كما حصل في العاب القوى والقدرة التي حاز فيها سمو الشيخ ناصر مراتب عالمية يفخر بها كل بحريني.
ختاما اتمنى ان تجعل كل الوزارات في مجال اختصاص عملها للشباب ركنا ومساحة تمكنهم من التعلم والابداع والدخول في الحياة العملية حتى قبل انهاء دراستهم الاكاديمية لما في ذلك من خير للوطن كله.