الولايات المتحدة الأميركية توفر الغطاء الجوي اللازم للعملية العسكرية الحالية التي تقوم بها قوات الجيش العراقي لاستعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بالتنسيق والتعاون مع المليشيات الكردية في شمال العراق.
العملية تبدو جادة وقوية هذه المرة والمؤشرات تبين أنه سيتم أمر السيطرة على المدينة المهمة وطرد تنظيم داعش منها بعد أن سيطر عليها منذ 2014 يوم فر الجيش العراقي وخلع ملابسه ورمى أسلحته أمام الزحف الكاسح للتنظيم الذي يملك أسلحة متطورة وعتادا لا ندري من أين!
الموصل إذا ستعود إلى سيطرة الحكومة العراقية، والله وحده يعلم في أي طريق سيسير العراق بعد أن يتم دحر داعش وطردها، ولكن السؤال المقلق هو: ما هي المهمة القادمة لتنظيم داعش، وإلى أية بقعة من أرض العرب سينتقل هذا التنظيم أو ينقل؟
هذا ليس سؤالا غريبا، فالإرهاب كما رأينا لا ينتهي، ولن ينتهي إلا إذا هدأت الأطماع وتوقفت القوى الكبرى عن خططها في رسم الخرائط الجديدة للمنطقة، ولذلك قد تهزم داعش في العراق، بل قد يتم التخلي عن اسم داعش وظهور اسم جديد كما حدث من قبل وخفت اسم القاعدة تدريجيا وحل محله “داعش”، ولكن الإرهاب نفسه لن ينتهي، أو بمعنى أدق لن ينتهي توظيف الإرهاب في خدمة أهداف الدول الكبرى في المنطقة.
اليوم انتهت المهمة في العراق، ولكنها لم تنته بعد في سوريا وليبيا، وبالتالي فالمحطات القادمة موجودة لهذا التنظيم أو غيره، فالاسم لا يغير شيئا، هناك مهام أخرى يمكن أن يقوم بها التنظيم على حدود مصر الغربية، فالمفرمة لا تزال تعمل والقدر لا يزال يغلي، ونحن العرب نتعامل مع القضية يوما بيوم ولا نشغل أنفسنا بالمخططات طويلة الأجل، فنختلف اليوم على ما اتفقنا عليه بالأمس، رغم أننا نرى النار تقترب.