العدد 2333
الخميس 05 مارس 2015
banner
إيـــران ودعــــم الانقـــلاب الحــــوثي د. بثينة خليفة قاسم
د. بثينة خليفة قاسم
زبدة القول
الخميس 05 مارس 2015



في مواجهة العزلة التي يفرضها العالم على الانقلابيين الحوثيين الذين يحتلون العاصمة اليمنية صنعاء، حطت طائرة إيرانية تابعة لشركة ماهان إير في مطار صنعاء قبل يومين بحجة إنزال فريق من الهلال الأحمر الإيراني وكميات من الأدوية إلى اليمن، وحضر دبلوماسيون إيرانيون لاستقبال الرحلة في المطار.
إيران تزعم أن اتفاقية وقعت بينها وبين مسؤولين في الطيران المدني اليمني لتسيير رحلات مكثفة بين العاصمتين الإيرانية واليمنية في ظل المقاطعة الدولية الواسعة لصنعاء التي يحتلها الحوثيون، في الوقت الذي يعلن فيه الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي أن الاتفاقية باطلة وأن العاصمة اليمنية صنعاء محتلة في هذه اللحظة.
ولكن إيران التي اصطادت سمكة كبيرة في اليمن بعد سنوات من الدعم والانتظار، لن تترك هذه السمكة تفلت مرة أخرى. إيران تريد تثبيت أقدام الانقلابيين الحوثيين في اليمن وتثبيت الوضع الراهن على الأقل لفترة طويلة؛ للضغط على الجميع ومساومة العالم كله.
هذه الطائرة لن تكون الأخيرة، وسيكون مطار صنعاء هو الرئة التي سيتنفس منها الحوثيون إذا اشتد عليهم الحصار العالمي، ومن خلال المطار سيصل كل شيء،ابتداء من الغذاء ووصولا إلى السلاح، فصنعاء اليوم أصبحت جزءا من إيران وستبقى كذلك ما بقت الأوضاع في اليمن على ما هي عليه الآن.
هذه هي إيران التي تقف وحدها في خندق والعالم كله في الخندق الآخر من أجل خططتها التوسعية في المنطقة، مهما كانت درجة التناقض وفجاجة الموقف الذي تتخذه من هذه القضية أو تلك، فهي لا يعنيها شيء سوى سير مشروعها إلى الأمام مهما كان الثمن ومهما كانت الدماء التي تسيل هنا أو هناك!
اليمن ستدخل في حرب أهلية طويلة؛ بسبب السلاح الإيراني الذي يقدم للحوثيين وسيسقط الآلاف ولكن لا بأس لدى إيران، فالثورة الإسلامية معناها القتل والدمار والعبث بمقدرات الشعوب.
إيران التي قتلت ملايين وشردت الملايين من السوريين خلال دعمها للنظام الموالي لها لن تترك الفرصة تضيع في اليمن، فهي تريد أن تمسك بنقطة إستراتيجية جديدة تهدد بها كما تهدد بمضيق هرمز.
والولايات المتحدة تخدع العرب ولن تقوم بشيء تجاه الأزمة اليمنية؛ لأنها تريد أن تكون اليمن أحد ميادين الحرب بين السنة والشيعة في المنطقة، حتى يحل الصراع السني الشيعي محل الصراع العربي الإسرائيلي بشكل كامل ويتحقق المراد الذي عملت من أجله السي آي إيه لسنوات.
أما البحر الأحمر ومضيق باب المندب فلا خوف عليه؛ لأنها ستقوم بتحريك أساطيلها هي وحلفاؤها الغربيون إلى هناك حفاظا على أمنها القومي.
لنا الله نحن العرب، والخوف من الآتي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية