العدد 2547
الإثنين 05 أكتوبر 2015
banner
الانتخابات الأميركية... أحقاد وكراهيات محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الإثنين 05 أكتوبر 2015

القراءة الأولى لحمىّ الانتخابات الرئاسية الأميركية تؤكد أنّ موجة الأحقاد والكراهيات بدأت تنطلق بحدّة غير مسبوقة من المترشحين لانتخابات الرئاسة الأميركية وبالتحديد من المترشح الأبرز وربما الأوفر حظا حتى الآن للفوز بالرئاسة وهو (دونالد ترامب) أمّا الأهداف الموجهة اليها كل هذه السهام فبالطبع المسلمون. وكأنّ ليس من أعداء في هذا العالم سواهم يمكن أن تطالهم الكراهية الأميركية أو كأنّ ليس من مشجب آخر تعلّق عليه كل الأحقاد سوى ابناء الأمتين الاسلامية والعربية. لا نجد من تفسير للظاهرة السالفة سوى أنّ الغرب عامة وأميركا بصفة أخصّ مصابة بما بات يعرف بـ (الإسلام فوبيا) وهي التي تذّكرنا بأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2011م.
كلنا يتذكر ما مارسته الولايات المتحدة الأميركية من أساليب غير انسانية وغير حضارية تجاه المسلمين بصرف النظر عن توجهاتهم وانتماءاتهم منذ أحداث سبتمبر وحتى اليوم وهي تنمّ عن عنصرية مقيتة. وهذا بخلاف ما تزعمه اميركا من كونها حارسة القيم والديمقراطية في العالم. إنّ المواقف المعلنة بين آونة وأخرى من هذا القبيل من شخصيات أميركية بارزة انما تكشف زيف الادعاءات التي ترفعها الولايات المتحدة من كونها واحة الحرية والاحرار. انّ ضمير العالم بأسره لا ينسى جرائم اميركا ووحشيتها تجاه العديد من شعوب العالم. وإلاّ من منا تغيب عن ذهنه جريمتها النكراء عندما ألقت القنبلة الذّرية على هيروشيما؟ وحديثا اقترافها أبشع الممارسات في العراق؟ إنّ موجة الاحقاد والكراهيات بقيت كامنة تحت الرماد طوال سنوات لكن المترشحين ايقظوها من غفوتها واتخذوها وسيلة فعالة في معركة الانتخابات.
الحقيقة أننا لا ندري لماذا يضمرون كل هذا العداء ضد الإسلام والمسلمين. ولماذا يعمد كل من يريد تحقيق مكاسب من أي نوع الى تشويه صورة الإسلام؟ لم يعد مقبولا ولا معقولا ان يبقى المسلمون هدفا لحملات الحقد الأعمى كما لم يعد مبررا ان يظل الاسلام مطية لما يقدم عليه مرشحو الرئاسة. إنّ مثل هذه الحملات البائسة تدفعنا الى الاعتقاد بأنّه اصبحوا لا همّ لهم آناء الليل والنهار سوى الإسلام الى الحدّ الذّي يدعونا الى الاعتقاد انه لابدّ من التخلّص من الدين الاسلاميّ برمته من اوروبا وأميركا.
إنّ الشرارة التي تولد منها حريق الكراهية أطلقها شاب اميركي يدعى (بيل) عندما وجّه عبارته للمترشح للرئاسة الأميركية دونالد ترامب قائلاً “انّهم يريدون أن يقتلونا” وكان يشير بالضمير انّهم الى المسلمين طبعاً. وهذه ليست تعبيرا عن فرد لكنها تعبير عن رأي عام يسود الأميركيين أو الاغلبية الساحقة منهم. وهنا نتذكر العبارة الشهيرة التي اطلقها الرئيس الأميركي السابق جورج بوش ابان احداث الحادي عشر من سبتمبر والتي جاءت بصيغة سؤال استنكاري “لماذا يكرهوننا؟ والمعنى يذهب الى المسلمين بالتأكيد.
أمّا رد فعل المترشح دونالد ترامب على الشاب فكان غاية في الخبث والدهاء عندما اكتفى فقط بالابتسامة دون ابداء أي تعليق. ولم يعد مستغربا انّ الشاب المجهول الذي لا يعرف عنه سوى الاسم الاول ان يكون مدفوعا من جهات بعينها بهدف استفزاز الشعوب الاسلامية وحينها تحقق لهؤلاء اهدافهم!
مترشح أميركي آخر حاول ان يفجّر أحقاده ضد المسلمين في اميركا عندما زعم (أنّ الاسلام يناقض الدستور الاميركيّ وبناء عليه فإنه لا يحق لأي انسان ينتمي للاسلام من الدخول للبيت الأبيض)، ولعل الذّي غاب عن هذا المرشح هو انّ دستور الولايات المتحدة نصّ صراحة على انّ اي مواطن يولد في اميركا له حق الترشح لمنصب رئاسة اميركا بصرف النظر عن دينه أو معتقده أو جنسه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .