العدد 2457
الثلاثاء 07 يوليو 2015
banner
يا وزارة التربية... لماذا التكتم على نتائج التوظيف؟ محمد المحفوظ
محمد المحفوظ
ومضة قلم
الثلاثاء 07 يوليو 2015

لا أحد يعلم على وجه التحديد لماذا تتكتم وزارة التربية والتعليم حتى الآن على نتائج المتقدمين للوظائف الشاغرة التي سبق للوزارة الإعلان عنها. المتقدمون للتدريس يعيشون معضلة حقيقية تتجسد في أنهم في كل مرة يحاولون التعرف على نتائجهم من قسم الاستقبال بالمنامة يجيء الردّ صاعقا: لا نتائج حتى الآن! دون إبداء الأسباب الشافية. المثير للاستغراب هنا أنّ التأخير في إعلان النتائج مقتصر فقط على بعض التخصصات ومنها تخصص الفيزياء دون بقية التخصصات الأخرى، وطبقا لمصادر من بعض المتقدمين للتوظيف في تخصص “خدمة اجتماعية” فقد أكدّوا أنه تم الاتصال بالبعض لإتمام إجراءات التوظيف، وكان يفترض أن يتم الاتصال بالمتقدمين من الأقسام الأخرى.
إنّ المتبع لدى كل الجهات الرسمية بالدولة من وزارات وهيئات حكومية أنّ إجراءات مقابلات التوظيف تتم في ظرف أيام معدودة وتعلن النتائج في ظرف أسبوعين على أبعد تقدير غير أنّ وزارة التربية والتعليم على النقيض تماماً، إذ مضى على الإجراءات شهرين تقريبا دون إظهار النتائج الأمر الذي أثار قلق كافة الخريجين في جميع التخصصات.
نتذكر أنه في العام الدراسي المنصرم انطلقت الشكوى من أنّ هناك نقصا فادحا في تخصص الفيزياء في عدة مدارس ثانوية ورغم علم الوزارة بالمشكلة ورغم أنّ هناك من أصحاب التخصص من ينتظر دوره في التوظيف إلاّ أنّ ما يدعو إلى الدهشة والأسف حقا هو أنّ المسؤولين بالوزارة لم يبادروا لتوظيف أحد العاطلين كما يفترض لسد النقص وكانت النتيجة المحزنة أن بقي الطلاب بلا معلم لفترة طويلة منذ بداية  الفصل الدراسيّ.
وإزاء هذا الوضع البالغ الحرج لم يكن أمام أولياء الأمور من مخرج سوى الاستعانة بالمعاهد الخاصة لإنقاذ وضع أبنائهم، وآخرون اتجهوا للدروس الخصوصية رغم تكلفتها الباهضة مما يفوق طاقاتهم على التحمل، لابدّ من التساؤل بمرارة هل كان مثل هذا الوضع يرضي المسؤولين بوزارة التربية؟
إنّ فئة من المتقدمين للتدريس من تخصص الفيزياء ممن اجتازوا الامتحان التحريري ودخلوا المقابلات الشخصية يتمنون من المسؤولين بالوزارة التكرم بالإسراع في كشف النتائج. وهنا نتذّكر بألم ومرارة معضلة أحد المواطنين من خريجي جامعة البحرين ممن مضى على تخرجه قرابة السنوات الست. وتتلخص معاناته في أنّه بقي على مدى السنوات الفائتة ينتظر التوظيف بسلك التدريس دون جدوى. وبداية القصة أنه في كل عام ما إن تعلن وزارة التربية عن أنّ هناك شواغر في التعليم فإنه يبادر بالتقديم وكالعادة يمر بالإجراءات المتبعة من دخول الاختبارات التحريرية ومن ثم المقابلة الشخصية. غير أنّ المفاجأة التي لا تخطر على بال أحد هو أنّ النتيجة تكون نجاحه في الامتحان التحريري ورسوبه في المقابلة وفي العام التالي تأتي النتائج عكسية نجاحه في المقابلة وإخفاقه في التحريري وهكذا!!!
وإزاء هذه المعضلة المريرة التي يمر بها هذا الشاب - الذي يتعرض لظلم لا مثيل له - فإننا نطمح من المربيّ الفاضل سعادة وزير التربية والتعاليم الدكتور ماجد بن علي النعيمي أنّ يتكرم مشكورا ببحث هذه المعضلة ووضع حد لهذه المعاناة التي طال أمدها. إنّ الوزير الإنسان الدكتور ماجد النعيمي عودنا على ألاّ يُضار أحد بوزارته انطلاقا من مبدأ الشفافية الذّي كرسه منذ سنوات. ومناشدتنا للوزير النعيمي تأتي تأكيدا على نهج ثابت وراسخ تتبعه وزارة التربية والتعليم من أنّ الأولوية المطلقة للتوظيف هي من نصيب أبناء البحرين.
إنّ الأمل يحدونا من أنّ سعادة الوزير سيتفضل بإصدار توجيهاته إلى المسؤولين لتقصي أسباب المشكلة ووضع حد لهذه المأساة التي طال أمدها دون أية بادرة في الأفق.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية