العدد 2482
السبت 01 أغسطس 2015
banner
واقع المرأة الإيرانية تحت سلطة النظام الحاكم راهنًا صافي الياسري
 صافي الياسري
السبت 01 أغسطس 2015

القانون الإيراني وعرف السلطة الإيرانية لا يعدان المرأة الإيرانية اكثر من سلعة لإمتاع الرجل وخدمته والإنجاب وتربية الأولاد، وهي إلى ذلك أكثر شرائح الشعب الإيراني تعرضًا للاضطهاد لأسباب تافهة مثل سوء التحجب الذي تعاقب عليه عناصر النظام بالطعن بالسكين ورش الأسيد على وجوه النساء وتشويههن، وقد خرجت تظاهرات حاشدة ضد هذه السلوكية الإجرامية رفعت فيها الشبيبة الإيرانية لافتات تحمل شعارات تدمي القلب يقول بعضها “لماذا فقأت عين أختي أيها المجرم” والخطاب هنا موجه لعناصر الباسيج والحرس الثوري، كما يمنع هؤلاء النسوة من الاستماع الى الموسيقى  والمشاركة في المباريات الرياضية وحتى في زيارة المراقد والعتبات المقدسة يفصل بين الرجل والمرأة، وفي فرص لعمل يقدم الرجل على المرأة وان كان لابد من تشغيل امرأة فتفضل المرأة المتزوجة ولديها اطفال ، ما يعني تحويل المرأة الى معمل تفقيس، كما ان قوانين التمييز وافقار المرأة قادتها الى ارذل السلوكيات، فبسب الافقار والتجويع والبطالة والتضخم توجد في طهران وحدها أكثر من 400 عاهرة عدا ما تسمى (بيوت العفة) التي شرع النظام الحاكم لوجودها بذريعة حماية الشباب من الانحدار الى الرذيله هذا فضلا عما يسمى بالدعارة المغطاة تحت فصل الزواج المنقطع، وقد انحدرن الفتيات اللواتي يتسربن من المدارس الى الشوارع لممارسة مثل هذا الزواج الى 12 سنة هذا العام 2015 بحسب تقارير المقاومة الإيرانية وتسكن مئات آلاف النسوة اللواتي نزحن من قراهن بسبب سيطرة الحرس الثوري على مصادر المياه من الانهار والمياه الجوفية فقد جرى تحويل نهر الكارون الى مزارع امبراطورية الحرس الزراعية وكذلك تمت السيطرة على المياه الجوفية ومياه بحيرة ارومية ما دفع اكثر من 12 مليون قروي إيراني الى النزوح والاستيطان العشوائي في ضواحي المدن الكبيرة ليحرموا فيها من الخدمات ومن العمل والحصول على لقمة العيشما دفع اطفالهم ونساءهم الى التسسل الى شوارع المدن وممارسة ارذل الاعمال تحت ضغط الحاجة وكانت المرأة القروية المحرومة اصلا من التعليم اول ضحايا هذا النزوح وتقول التقارير أن اغلب زبائن عاهرات ايران هم من رجال الدين الذين يلقبهم الإيرانيون الملالي وهؤلاء بعد ان اكتشفوا الارباح الكبيرة التي تدرها عليهم تجارة الرذيلة شكلوا مافيات لتصدير الفتيات الصغيرات الى دول الخليج تحت عنوان مكاتب تشغيل.
 والمرأة الايرانية ممنوعة من تسنم مناصب في القضاء والمراكز العليا في الوزارات، وهي لا تعفى من احكام الاعدام والسجن المؤبد ما لم تكن من القطيع المؤمن بثقافة الإرعاب والتطرف والطاعة العمياء لنائب الامام وولاية الفقيه والنظام الثيوقراطي بقضه وقضيضه وتحضرني هنا الشهيدة التي قتلتها عناصر النظام في تظاهرة في شوارع طهران ضد تزوير ارادة الشعب الايراني عام 2009 وتنصيب نجاد رئيس للدولة، كذلك اعدام الشابة ريحانة جباري مهندسة الديكور التي دافعت عن نفسها ضد احد ضباط الحرس وقد قرأت مؤخرا رسالة وصلتني من داخل ايران كتبتها امها وهي ترى ابنتها تتدلى بحبل المشنقة بشكل أدمى القلب وللاسف لم تصلني الصورة لكني سأورد هنا رسالة الام الثكلى لتروا إلى أي حد من الظلم والانتهاكات تتعرض المرأة الايرانية؟؟
بقلم: والدة ريحانة جباري (تعليقا على الصورة التي ذكرت)
تحرق هذه الصورة قلبي بل تحز في نفسي. ولا أرغب في أن أصدق بأنهم يعبدون المصالح المادية والدولارات الحاصلة من النفط. ولا أرغب في أن أصدق رقص أمثال ريحانة وهن يتدلين من حبل المشنقة، ولكن وفي الوقت نفسه تتطلع أعين محبي الدنيا الطماعين إلى نسبة الحسابات للعملة الصعبة.
ومن الصعب تصديق جولات مكوكية للمسؤولين في الشؤون الاقتصادية الأوروبية لإيران وهم يتناسون أنهم  يحصلون على دولارات جراء دموع تنزفها أعين الأمهات ودماء سفكت لأولادهن ممن واراهم الثرى.
هل من الممكن الاطلاع على عدد الإعدامات وغض الطرف عنها؟ وهل من الممكن مشاهدة أمهات ستار وأمير أرشد ومصطفى والحديث عن الدولار دون الاهتمام بملامحهن الحزينة؟ وهل من الممكن مشاهدة حزن ساور والدة سعيد حيث تمزق حذاؤها الصلب كالفولاذ وهي تبحث عن فلذة قلبها؟ وهل من الممكن مشاهدة العينين المضرجتين بالدم لوالدة نداء التي تضرج وجهها بالدم؟ وهل من الممكن مشاهدة الوجوه الملتفتة لضحايا الاعتداء برش الحامض؟ وهل من الممكن مشاهدة خيبة الأمل للآلاف من دون أن ننبس ببنت شفة؟ وهل من الممكن مشاهدة كتابة القضاة لأحكام الإعدام بأقلامهم دون الرد على ذلك؟ وهل من الممكن مشاهدة التهام مليارات الدولارات على حساب الشعب الإيراني المعدوم و... . آه!
طوبى ليوم يغادر فيه الاستعمار الأجنبي القديم هذا البلد ولو ارتدى لباسا جديدا للقرن الحديث والألفية الثالثة، وطوبى ليوم يراجع فيه زاعمو الإنسانية أنفسهم.
وطوبى ليوم تتحول فيه الإنسانية وأرواح أبناء البشر إلى أكثر المفاهيم قداسة في كل أرجاء المعمورة.
وطوبى ليوم يؤخذ فيه حق الأعين الدامعة للأمهات الثكالى.
وطوبى ليوم تكون فيه قيمة الدماء الحمراء لأبناء البشر أكثر من مليارات اليوروات والبترودولارات. أكثر بكثير. أكثر للغاية.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية