العدد 2229
الجمعة 21 نوفمبر 2014
banner
لنشارك في العرس الانتخابي ونصنع مستقبل أبنائنا د. نعمان الموسوي
د. نعمان الموسوي
الجمعة 21 نوفمبر 2014


 
تعتبر الانتخابات المقبلة في 22 نوفمبر الجاري محطةً جديدةً باتجاه تكريس الديمقراطية والتعددية باعتبارهما ركنيّن أساسيّين لنهج الإصلاح الذي دشنه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدّى وكطريق للتنمية والتقدّم الاجتماعي. وتأتي أهميّة هذه الانتخابات من كونها تفتح المجال أمام المشاركة الشعبية الواسعة في صنع القرار، واتخاذ القرارات الكفيلة بتحسين معيشة المواطنين، وصياغة مستقبلهم.
وخلافاً للانتخابات التي سبقتها، تتسم انتخابات هذا العام بكثافة أعداد المترشحين، وتفاوت مستوياتهم الثقافية والاجتماعية، واللافت هو المشاركة الواسعة للمرأة، وإصرارها على إسماع صوتها ومطالبها في البرلمان القادم. وقد تجسّد الحماس الشعبي للمشاركة في الانتخابات في الحضور الشعبي الكثيف في المقار الانتخابية للمترشِّحين، ونوعيّة المناقشات والقضايا التي تدور فيها، حيث الجميع مسكونون بهموم الوطن، وحريصون على إيصال الخبرات والكفاءات اللامعة الى قبة البرلمان بصرف النظر عن طبيعة التوجهات السياسية للمترشح وبيئته الحاضنة.
لذا تنبثق أهمية اختيار المواطن الكفؤ القادر على ترجمة مطالب المواطنين وتطلعاتهم إلى قوانين ولوائح تضفي المشروعية المطلوبة عليها، وتجعلها ملزمةً للسلطة التنفيذية، فالنائب هو المشرِّع، والمراقب لأداء الحكومة، وهو من يضع الوزراء والمسؤولين في الجهات المختصة تحت المساءلة حتى يتأكّد من قيامهم بواجباتهم بما يخدم مصالح المواطنين أجمعين دون تمييز.
وحيث إن الانتخابات تمثل فرصةً سانحةً لتعزيز قيم التعددية والتسامح والمواطنة في المجتمع البحريني، وثقافة الاختلاف وقبول الآخر، فإن الجميع مدعوّون للمشاركة الفاعلة فيها، إذ من المتوقع أن يشهد هذا العرس الانتخابي إقبالاً واسعاً من قبل الناخبين لأن من يريد التغيير فعلاً يجب أن يمتلك الأدوات الدستورية اللازمة لصنعه، ومجلس النواب هو المكان الذي تتوافر فيه تلك الأدوات، بمختلف أشكالها، فالذي لن يشارك، لن يكون له تمثيل تحت قبة البرلمان، ولن يستطيع استخدامها.
إن التجارب التاريخية المتراكمة عبر التجربة السياسية البشرية تؤكِّد أن المشاركة في الانتخابات هي مساهمة في بناء المجتمع المتحضر، أما عدم المشاركة فيمثل إضاعة لفرص التطوير المنشود في المجتمع، وإهدارا للجهود المبذولة في استكمال مسيرة النهضة، ناهيك عن أن ذلك سيجرف الأطراف المناهضة للمشاركة بعيداً عن صناعة مستقبل أبنائها، فلنتوجه جميعاً نحو صناديق الاقتراع لنُدلي بأصواتنا من أجل بحرينٍ أكثر رقياً وتسامحاً وبهاءً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .