نعيشُ في عالم اليوم الذي يضجُ بالمتغيرات والتطورات، في عالمِ تشعبت فيه المهام واختلفت فيه الوسائل والطرق. فهناك سبقٌ في الأفكار وندرةٌ في التميز، ورغبةٌ في إثبات الوجود وهو ما يتطلبُ جهدا مضاعفا وعملا متقنا أكثر ومواصلة في الإنتاج ورعاية الأفكار.
يبحثُ العالم والناس والمجتمعات عن الشخصية القيادية التي تتولى قيادة أكثر من مهمة وأكثر من مبادرة بتمكن وتميز، فهي الرهانُ الذي طالما يكسب في كل الظروف.
تابعتُ كما تابع الجميع الزيارة العفوية والرائعة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية الى أكاديمية الأطفال للطلبة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بغرض الاطلاع والحرص على متابعة مجريات الأمور عن قرب وتجارب المدرسة في رعاية هذه الفئة التي توليها الدولة كل الاهتمام والرعاية وذلك من خلال البرامج الحكومية وغير الحكومية.
إن مثل هذه الزيارات والدعم المباشر هو ما نفخر بعرضه في كل لقاءاتنا ومشاركاتنا الخارجية الخليجية وغيرها. وكم نشعرُ بالسعادة عندما نلحظ التفاعل الإيجابي من الجميع عندما يستمعون إلى التجربة البحرينية في مجال رعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
لقد قدمتُ مؤخراً في عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة الحبيبة والغالية على قلوبنا، ورشة عمل متخصصة في مجال صعوبات التعلم بالتحديد، في صعوبة القراءة أو ما يُعرف في علم النفس بالعسر القرائي. وكان من بين الحضور الكبير أولياء أمور ومتخصصون في مجال التربية الخاصة، وكم شعرتُ بالاعتزاز عندما استعرضتُ التجربة البحرينية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة ووضحتُ الدعم اللامحدود من لدن القيادة الرشيدة لهذه الفئة التي وصفها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة بأنها فئة غالية علينا جميعاً.
إنني على يقين كبير، أن مسيرة التطور ومسيرة العطاء مستمرة بحيث تصبحُ بحريننا الغالية رائدة في طرح البرامج الدولية المتخصصة، وتستضيف المؤتمرات العالمية وترعى الأبحاث والدراسات في مجال التربية الخاصة. أدعو المولى العلي القدير أن تتحقق فكرة إنشاء مركز دولي على أرض مملكتنا يُعنى برفد العالم بالأبحاث والمؤلفات والدراسات المتخصصة في التربية الخاصة، فمملكتنا الغالية رائدة في التعليم ورائدة في التنمية البشرية.