العدد 2551
الجمعة 09 أكتوبر 2015
banner
ماذا بعد رفع جميع أنواع الدعم؟ سميح بن رجب
 سميح بن رجب
الجمعة 09 أكتوبر 2015


منذ أشهر والمجتمع البحريني في محنة فيما يخص رفع الدعم عن اللحوم (فقط) ومازال الجميع في حيرة من أمرهم. في كل صباح يستمع المواطن تصريحات هلامية من الإخوة النواب عن اجتماعاتهم الدورية مع الأجهزة التنفيذية بخصوص موضوع الدعم حيث ما يدور بِنقاشاتهم المغلقة عكس ما يعلنون في الإعلام المحلي بِتهديداتهم المستمرة للحكومة بالاستقالة من المجلس في حال تطبيق قرار الحكومة برفع الدعم والتعويض النقدي للمواطن. ها هي الدولة تنفذ قراراتها من غير التوافق مع (مُمثلي الشعب)، وها هم النواب في مكانهم يُراوحون، والآن نسمع عن نيتهم مُساءلة الوزراء المعنيين بخصوص آلية تنفيذ برنامج رفع الدعم، أي ما يعني أنهم باقون ولن ينفذوا تهديداتهم للحكومة بالاستقالة.
لستُ هنا لتقييم برامج السلطة التشريعية ولا عمل السلطة التنفيذية للدولة، ولستُ هنا أيضاً للدفاع عن مكتسبات الوطن والمواطن، ولكنني هنا لكي أسأل جميع المعنيين بموضوع الدعم ماذا سيحدث بعد رفع الدعم عن جميع الخدمات والمواد المدعومة من الدولة لصالح المواطن؟ هل ستنتهي أزمتنا المالية؟ هل ستستمر أسواقنا المحلية في ثَبات؟ إلى متى ستبقى أزمة شد الحزام على المواطن فقط؟ هل ستستقر نفسية المواطن ويهدأ باله وتنتهي مخاوفه على مستقبل بلاده وأولاده؟
سبق وذكرت في مقالاتي عن مساندتي وقناعتي ومطالبتي برفع الدعم عن المواطن منذ سنوات طوال لِما لهذا الدعم من جوانب سيئة على المواطن من حيث الاتكالية على الدولة مِمَّا أضعف إنتاجيته، ولكن اليوم التساؤلات والمخاوف في داخل المواطن البسيط (الأغلبية الساحقة) عن كيفية الاستمرار في حياته اليومية والأزمات متتالية عليه، منها المباشِرة ومنها غير المباشِرة ولا يعلم المواطن (الكريم) من أين ستأتيه المشاكل والأزمات مع العِلْم أنه لا ناقة له بها ولا جمل، ولكن هو من يتحمل اليوم أخطاء وتجاوزات الآخرين الذين هم مستنفِعون مِما يَحْصُل وَمِمَّا حصل.
لقد فقد المواطن قناعته بمُمثليه البرلمانيين ولم يعد للمواطن سوى التواصل مع الأجهزة التنفيذية ومطالبتها بتفسير علمي واضح ومقنع لما سيؤول إليه الوضع العام بعد رفع الدعم عن جميع المواد والخدمات التي كانت تُقدم للجميع وليس للمواطن فقط؟ وهذا أضعف الإيمان أن يحصل المواطن على حقيقة ما يجري اليوم في أروقة الدولة لوصول المواطن الى استقرار حاله، وهذا حق مكتسب للجميع تجاه الدولة وعدم ترك المستهلك (جميع المقيمين على أرض المملكة) بين مخالب وأنياب التاجر  لكي لا تصل الأمور إلى درجة لا تُحمد عُقباها ثم نقول لقد قُضي الأمر.
 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية