الفقر نتاج عوامل عديدة مترابطة وتؤثر جميعها على حياة الناس، وتجعلهم يعيشون في أتونه. إن الكثير من الأفراد يزيد ثراؤهم وتتكدس ثرواتهم على حساب حياة الفقراء وبؤسهم، ويُمثل هذا انتهاكًا لأحد حقوق الإنسان بالعيش في حياة عزيزة كريمة.  ولأهمية هذا اليوم والعمل من أجل القضاء على الفقر والجوع في العالم خصصت الأمم المتحدة يومًا عالميًا لمكافحة الفقر، وتم الاحتفال به من أجل التعبير عن الظروف المأساوية التي يعيشها الفقراء وعن كفاحهم اليومي من أجل الحصول على الغذاء، ولا يستطيع هؤلاء وحدهم التغلب على الفقر، إلا بالتعاون ومشاركة الآخرين.
وسيكون الاحتفال هذا العام تحت شعار (من الإذلال والتهميش إلى المشاركة ــ جميعا من أجل القضاء على جميع أشكال الفقر)، وهو دعوة لمحاربة الفقر والتغلب عليه، ودعوة من أجل توحيد الجهود الاجتماعية لمكافحته، ومضاعفة المبادرات من أجل القضاء عليه، وتجنيد جميع المدافعين عن الفقراء وحقوقهم. إن ما يعيشه الفقراء اليوم حياة أقل قيمة ومرتبة من الآخرين الذين يمتلكون الكثير من القدرات والإمكانيات والثروات، مما يجعلهم أقل تمتعًا بحقوقهم داخل المجتمع، ومع تزايد حجم ثروات بعض الأشخاص فإن صوت الفقراء لن يصل إلى أسماعهم أبدًا، فقليلٌ من هذه الثروات المُكدسة تسدُ الكثير من حاجات الفقراء الذين يبلغ تعدادهم وفقًا لمقاييس مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد لهذا العام (1.6) مليار شخص.
من واجب جميع حكومات دول العالم والشركات والمؤسسات العاملة والمجتمعات أن تتصدى لآفة الفقر، ويجب على الجميع أن يُشارك في القضاء على الفقر بجميع مظاهره.