العدد 2602
الأحد 29 نوفمبر 2015
banner
اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الأحد 29 نوفمبر 2015

في التاسع والعشرين من نوفمبر من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني، ودعت إليه الجمعية العامة للأمم المتحدة بمناسبة ذكرى قرار رقم (181) بشأن تقسيم فلسطين الصادر في عام 1947م. ونص القرار (32/40 ب) الصادر في الثاني من ديسمبر 1977م على أن (يوم 29 نوفمبر من كل عام يوم للتضامن مع الشعب الفلسطيني وحقوقه في إنهاء الاحتلال وتصفية الاستعمار وتقرير المصير أسوة ببقية شعوب الأرض). ومنذ عام 1947م ولتاريخه مازال العدو الصهيوني يُمارس أبشع الممارسات ضد الشعب العربي الفلسطيني، ويحرمه من إنشاء دولته الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، والعمل على إلغاء حقوق الشعب العربي الفلسطيني السياسية والتاريخية على أرضه العربية. وبالرغم من هذه الممارسات لم يستطع الغزاة الصهاينة إخضاع وإركاع هذا الشعب الذي لا يزال يحمل غصن الزيتون.
وبهذه المناسبة الوطنية والقومية الجليلة وجه صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد رسالة تضامنية مع الشعب العربي الفلسطيني في يوم الاثنين بتاريخ 23 نوفمبر 2015م، وجهها جلالته إلى (فودي سيك) رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب العربي الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف. وأكد جلالته في رسالته أن (اليوم العالمي الذي نحتفل فيه بالتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مناسبة لتذكيرنا جميعًا بمسؤولية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بأسره تجاه هذا الشعب وقضيته العادلة وضرورة حلها، خصوصا بعد أن بلغت معاناته حدًا غير مسبوق يستوجب الوقوف معه في محنته التي طال أمدها، وضرورة إسراع المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤولياته في هذا الشأن).
إن هذا الموقف الوطني والقومي من البحرين وقائدها وشعبها يؤكد حق الشعب العربي الفلسطيني بأرضه، وإدانة العدو الصهيوني بعدوانيته باحتلال أرض فلسطين، ورفض البحرين وقيادتها وشعبها شتى أنواع الانتهاكات غير القانونية وغير الإنسانية بحق الشعب العربي الفلسطيني. كما أن هذه الرسالة ومواقف جلالته الدائمة والمستمرة تجاه القضية الفلسطينية تؤكد سلامة موقف السلطة الفلسطينية في نضالها السلمي والتعنت الصهيوني الدائم المؤجج للصراع والمعرقل لجهود تحقيق السلام العادل للشعب العربي الفلسطيني، فالعدو الصهيوني بممارساته المستمرة غير مهتم بالقوانين الدولية المؤيدة لحق الشعب العربي الفلسطيني، كما أكد ذلك جلالته في رسالته.
إن الموقف الوطني القومي لجلالة الملك هو ذات موقف الشعب البحريني تجاه فلسطين، موقف راسخ كقضية مركزية عربية، وداعم للمساعي الفلسطينية والعربية والدولية إلى العمل لتحقيق آمال وتطلعات الشعب العربي الفلسطيني في نيل حريته وتحرير أرضه العربية من براثن الاحتلال الصهيوني وإقامة دولته وعاصمتها القدس العربية. وبموجب القرارات التي تؤكد عدالة القضية الفلسطينية التي أصدرتها الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية الصادرة في القمة العربية الرابعة عشرة المنعقدة في بيروت بتاريخ 28 مارس 2002م. وتقف القيادة السياسية وحكومة البحرين وشعبها مع السلطة الفلسطينية (الممثل الوحيد للشعب العربي الفلسطيني) في كل جهودها المبذولة من أجل تحقيق الدولة العربية الفلسطينية وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة ومبادئ القانون الدولي، والدعوة إلى تسخير الجهود العربية والدولية من أجل تحقيق السلام العادل.
إن رسالة جلالة الملك تؤكد الموقف الصادق الأصيل النابع من علاقة الأخوة البحرينية ــ الفلسطينية، ووحدة الدم والمصير المشترك، وتُمثل دعوة إلى وقفة عربية ودولية جادة لإنقاذ ما تبقى من التراب الفلسطيني قبل أن يضيع نهائيًا ضمن سياسة صهيونية ممنهجة لصهينة القدس واقتلاع الوجود الفلسطيني. وفي رسالته يدعو جلالته إلى توحيد جميع الجهود العربية والدولية للوقوف في وجه الاحتلال الصهيوني وسياساته الإجرامية وسياساته تجاه فلسطين وشعبها العربي.
لقد استطاع الشعب العربي الفلسطيني أن يُحقق عبر سلطته الوطنية الكثير من النجاحات في الوقت الذي يعيش فيه العدو الصهيوني العزلة الدولية بسبب سياساته الاستعمارية، وذلك بفضل التضامن العربي والدولي للقضية الفلسطينية ونضال شعبه، ولإدراك المجتمع الدولي حقيقة الاحتلال الصهيوني وعدالة القضية الفلسطينية. ومادام الشعب العربي الفلسطيني مستمرًا في نضاله فإنه سيحقق ما يُريد إن عاجلاً أو آجلاً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .