العدد 2394
الثلاثاء 05 مايو 2015
banner
باقة ملكية لصحافتنا الوطنية عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
الثلاثاء 05 مايو 2015

وجه عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة رسالة ملؤها الحُب والاعتزاز للصحافة الوطنية البحرينية بمناسبة الاحتفال بيوم الصحافة العالمية. هذه الرسالة لم تكن مجرد كلمات وسطور بقدر ما تمثلت بإيمان جلالته وحكومته الرشيدة بأهمية الكلمة الصادقة، الأمينة الحُرة، إيمانه بالقلم الوطني الرصين، وهي بمثابة تكريم وتقدير للصحافيين والإعلاميين الذين يؤكدون كل يوم على صفحات الجرائد اليومية والمجلات الأسبوعية التزامهم الوطني بحرية الكلمة، وتحملهم مسؤولية نقلها وتوصيلها إلى الناس بكل صدق وشفافية.
إن الصحافة في أي مجتمع مظهر حضاري، وبأمانتها وصدقها تكون قادرة أن تكون وسيلة اتصال حقيقية بين القيادة السياسية والشعب، وسيلة لإيصال آرائهم وأفكارهم في مختلف المواضيع الوطنية. وإن ما وصلت إليه الصحافة البحرينية اليوم من تنوع وتعدد هو نتاج المشروع الإصلاحي لجلالة الملك ودعمه اللامحدود لحرية الرأي والتعبير، ومساندته المستمرة للصحافة والصحافيين والإعلاميين التي سهلت عليهم كثيرًا أداء رسالتهم الوطنية بأمان واستقلالية. وكان آخرها التوجيه السامي لجلالة الملك بإصدار كادر خاص بالصحافة والصحافيين والإسراع في سن قانون أكثر شمولاً وتطورًا للإعلام البحريني، وتخصيص يوم السابع من مايو من كل عام يومًا للصحافيين والإعلاميين البحرينيين، وكان قبله العمل على توفير السكن اللائق للصحافيين وتسيير سبل كل احتياجاتهم، وهذا العطاء الملكي المتدفق سيكون له وقع إيجابي على مسيرة الصحافة الوطنية البحرينية وعطائها وتطورها وازدهارها، وحصنًا يصون حرية الصحافة والإعلام، ويحمي الصحافيين ويطور أداءهم، ويرفع من عطائهم بحرية تامة في إطار القانون والدستور.
لقد تحقق في عهد جلالة الملك الكثير من المميزات الصحافية والإعلامية غير المسبوقة، منها التعبير بحرية وصراحة وصدق وشفافية عن الآراء والأفكار السياسية، التفاعل الحي والأمين مع احتياجات المجتمع البحريني، وحصول الصحافيين والإعلاميين على عدد من المميزات، مما ساهم في خلق البيئة الإعلامية والصحافية الملائمة للعمل الصحافي بدون خوف ولا تردد، وهذا ما جعل من الصحافة البحرينية مرآة صادقة تعكس حقيقة ما يحدث في المجتمع البحريني وبما يتناسب مع المسار الديمقراطي الذي تشهده وتعيشه مملكة البحرين، فالصحافة كانت ولا تزال ركنا أساسيا ومتقدما في المشروع الإصلاحي.
إن الصحافيين البحرينيين ومن خلال جمعية الصحفيين البحرينية التي تمثلهم وتدافع عن حقوقهم سيكونون جميعًا عند حسن قيادتهم السياسية، وسيقومون بدورهم الحيوي في الدفاع عن سيادة البلاد وهويتها العربية، وسيتحملون مسؤوليتهم الوطنية في تحري الدقة والأمانة والموضوعية فيما يكتبون، وستعلي أقلامهم قيم مملكة البحرين وشعبها، وبنشر القيم الوطنية، ومحاربة الفكر الطائفي، لتكون الصحافة سدًا منيعًا ضد الكراهية والإساءة إلى حقوق الآخرين في مملكة البحرين، ومنبرًا للرقابة على الأداء الحكومي، وحصنًا لحماية البلاد واستقرارها، ووحدة شعبها وتماسكه الوطني، ومكانًا لتنمية روح المواطنة والانتماء للتراب البحريني.
إن رسالة جلالة الملك تمثل باقة ملكية وتهنئة عطرة من جلالته إلى منتسبي الصحافة والإعلام في البحرين، تمدهم بالقوة والمثابرة على العمل من أجل إبراز الوجه المشرق لمملكة البحرين. وعلى الصحافيين البحرينيين أن يفتخروا بهذا الدعم الملكي السخي والعناية الفائقة من لدنه الكريم ومن القيادة السياسية. هذه المساندة الملكية ـ كما قال جلالته ـ “تضع الصحافيين والإعلاميين أمام مسؤولياتهم الوطنية والأخلاقية في تدعيم السلم الأهلي والاجتماعي، ونبذ دعوات الفرقة والكراهية، وتوعية الرأي العام بالحقائق والمعلومات في مواجهة الأكاذيب والشائعات، وعدم التعدي على حقوق وحريات الآخرين، والالتزام بمبادئ الحرية المسؤولة في تحري الدقة والموضوعية والأمانة، ووضع المصلحة العُليا للبلاد فوق أية اعتبارات دينية أو طائفية أو حزبية ضيقة لا تراعي مصالح الجميع”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .