العدد 2139
السبت 23 أغسطس 2014
banner
تقييم مجالس 2010م عبدعلي الغسرة
عبدعلي الغسرة
السبت 23 أغسطس 2014

في أمسية لخالد الشاعر في مجلسه الكائن في الدائرة الرابعة بالمحافظة الوسطى - وحضرها عدد من النواب وأعضاء المجالس البلدية والشورى السابقين، وعدد من الذين سيترشحون للمجلسين بجانب عدد غفير من المواطنين والمواطنات الساكنين في المنطقة وما حولها - كان الحديث حول تقييم أشغال المجالس البلدية ومجلس النواب 2010م وهل استطاع أعضاء المجلسين تنفيذ برامجهم التي أعلنوا عنها أثناء الانتخابات؟ وما هي العراقيل التي وقفت أمام تنفيذ برامجهم؟ وما هي الإنجازات التي حققتها المجالس البلدية والنواب؟ كيف يرى المواطنون ما تحقق من إنجازات المجلسين؟ وغيرها من الأسئلة التي طرحها صاحب المجلس على الحاضرين، وطلب من النواب الحاليين والمترشحين وأعضاء المجالس البلدية الإجابة عليها، كما طلب من الحاضرين إبداء مداخلاتهم بالتعليق على تلك الإجابات.
أحد أعضاء مجلس النواب بدأ الحديث عن ما حققه من منجزات في المجلس فيما يتعلق بمرتبات المتقاعدين ومنازل الإسكان، وكأنه فتح الأندلس ثانية؛ والنائب الآخر تحدث عن قدرته على منازلة الوزراء وأنه أقحمهم كثيرًا في مطالباته الإسكانية وغيرها من المطالب التي لم ينل منها المواطنون سوى صورهم في الجرائد ووعودهم الجوفاء مع بداية حملاتهم الانتخابية في كل أربع سنوات. ومن ضمن المتحدثين أعضاء قادمون لعضوية المجلس البلدي 2014م، وبدأوا حديثهم بالكثير من العزاء والمواساة لما لم يُحققه أعضاء بلدي 2010م، وشعروا بالإشفاق عليهم، ونصحوهم بعدم الترشيح لكونهم فرسان بلدي 2014م الذين سيحققون ما لم يستطع أولئك تحقيقه، وتحدثت أخرى بأنها لو نالت العضوية ستحقق أكثر مما حققه سلفها، وكان الميكرفون المسكين ينتقل من يد إلى أخرى باستحياء ينقل إلى الحاضرين ذات الوعود والأسباب التي جعلتهم يتسابقون كأسلافهم لنيل رضا الناخبين.
نُقدر الجميع ونحترمهم، ونشعر بافتخار بهذه الروح الوطنية في الرغبة في الترشيح تلبية لدعوة جلالة الملك عاهل البلاد في المشاركة في الترشيح والانتخاب لعام 2014م، إنها نية صادقة ولكن لندوَّن هنا بعض الإجابات على تساؤلات مُقدم الجلسة الديمقراطية التي طرحها في بداية اللقاء.
بالنسبة للبرنامج الانتخابي.. ليس بمقدور أي مرشح أن يحقق ولا حتى 5 % من برنامجه الانتخابي (هذا إن استطاع ذلك) سواء النيابي أو البلدي، فمعظم ما يأتي في البرنامج ما هي إلا مجموعة من الوعود والأماني وهي من متطلبات الترشيح، فما يتم كتابته لا يمكن تفعيله، فالنائب في المجلسين ليس وحده موجودًا فبرفقته الكثير من النواب ولديهم أيضًا برامجهم لكنهم كمثله، فعمر البرنامج مُحدد حتى نهاية الحملة الانتخابية. فالمرشح الحقيقي ليس ببرنامجه الانتخابي المًزين بالكلمات الجميلة والمُذيل بالعبارات الوطنية الرصينة بل بنهجه الصحيح حينما يصبح نائبًا، وبمواقفه الوطنية وبحسه الشعبي الذي تخلى عنه الكثير من نواب المجلسين بعد أن أصبحوا نوابًا.
أما عن العراقيل.. فقد أكد الحاضرون أن العراقيل لتنفيذ رغبات المواطنين وطلباتهم في المجلس كانت هرولة النواب إلى تحقيق المنافع الشخصية والآنية قبل أن تنتهي الأربع سنوات، وصراعهم الشخصي بتبادل السباب وافتعال التأزيم السياسي مع الوزراء، أما انسحاب تكتل كامل من المجلس (18) نائبا فكان سببه سياسي خارجي وليس داخليا. فالدولة وضعت الكثير من القوانين والتسهيلات لكي يقوم نواب المجلسين بأعمالهم خير قيام إلا أن المصالح الشخصية وغياب الوعي النيابي والمعرفة الصحيحة لأدوارهم كانت عراقيل وعثرات لعدم تحقيق مصالح المواطنين.
أما عن الإنجازات.. ففي مقدمتها على سبيل المثال حصول النائب على الكثير من المنح والامتيازات، ومنها راتب التقاعد (عضوية لأربع سنوات  50% من الراتب) و(عضوية لثماني سنوات 80 % من الراتب)، بينما مُعلم خدم (32) سنة يحصل على (64 %) من راتبه! فلنسأل السادة النواب أين هي العدالة والنزاهة التي تدعونها؟ قد يفتخر أعضاء مجلس النواب بكثرة القرارات التي رفعوها خلال الأربع سنوات ولكن أين مضمونها؟ أما عن إنجازات المجالس البلدية فزيارة واحدة لأية دائرة تكفيك عن الشرح والإفادة.
الشكر والتقدير لخالد الشاعر على هذه الأمسية التي كان ينقصها صراحة نواب المجلسين 2010م، فالترشيح ليس بالكلام ولا بالبرامج والوعود.. إنما بالقدرة على تحقيق ما يصبوا إليه المواطنون، وهو ليس صعب المنال إذا توفرت النية الصادقة والإرادة الحُرة للتغيير والاختيار الصحيح من قبل المواطنين لنوابهم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية