العدد 2234
الأربعاء 26 نوفمبر 2014
banner
التفاؤل أم الرعب .. تكرار لسيناريو 2002!! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
الأربعاء 26 نوفمبر 2014

يسدل الستار اليوم على بطولة كأس الخليج المقامة في العاصمة الرياض بلقاء يجمع صاحب الأرض والجمهور المنتخب السعودي أمام المنتخب القطري في قمة كروية ستعيد الأذهان للذاكرة وبالتحديد لبطولة كأس الخليج 15 التي أقيمت في السعودية أيضا وانتزع لقبها "الأخضر" محققاً ثاني ألقابه في تاريخ البطولة.
 سيناريو خليجي 15 عام 2002 يُعاد من جديد رغم الاختلاف في النظام بين البطولتين .. ففي خليجي 15 كانت تلعب البطولة من دور واحد ولم يتم إشراك اليمن والعراق حينها بعد .. لكن شاءت الصدف أن يكون لقاء ختام البطولة بين السعودية وقطر هو المحدد لمصير البطل.. قطر كانت تحتاج لنقطة واحدة فقط لتتوّج باللقب بينما كان يتحين على السعودية الفوز ولا نتيجة أخرى.. قطر كانت متقدمة بهدف حتى آخر 10 دقائق من المباراة، وبدت كل الظروف مهيأة للعنابي ليفوز بلقب البطولة حتى أن أكثر المتشائمين لم يتوقع أن تستطيع السعودية قلب نتيجة المباراة في ظرف 10 دقائق فقط.. وهذا ما حصل فعلاً.. انتفض "الأخضر" السعودي وتمكن من صفع "العنابي" بثلاثية في سيناريو مجنون أدخل بعض الجماهير الحاضرة في الملعب بحالات هيستيريا غير مصدقة أن كل ما حدث احتاج لـ 10 دقائق فقط!!.
 قطر والسعودية تعودان من جديد للواجهة.. السعودية تسودها حالة من التفاؤل الكبير في قدرتها على صنع الإنجاز مجددًا متسلحة بسيناريو 2002.. وقطر على العكس تمامًا ستظهر عليها حالة من الارتباك وربما الشعور بالرعب من هذه المواجهة لأنها ستدخل اللقاء حاملةً معها ذكريات سيئة مضى عليها 12 عامًا، إلى اليوم لم تنسها بل لن تستطيع نسيانها أصلاً!!.
شاءت الأقدار كذلك أن يكون اللقاء الختامي للبطولة إعادة للقاء الافتتاحي فيها عندما تقابلت السعودية أمام قطر وانتهت المباراة بالتعادل الإيجابي 1-1.. هذه النتيجة أشعلت النار على المنتخب السعودي من قبل مختلف وسائل الإعلام السعودية على المستوى الهزيل الذي قدمه الفريق وتعرض المدرب الاسباني لوابل من الانتقادات بسبب طريقة إدارته للفريق مما أدى إلى زيادة العزوف الجماهيري عن الحضور الذي لم تعتده المدرجات السعودية مهما كانت وضعية المنتخب.
الوصول للنهائي بدّل كثيرًا من وضعية المنتخب السعودي .. فالجماهير السعودية عادت لها الثقة قليلاً بالمنتخب وبدا عليها التفاؤل أكثر،فارتفعت الأصوات المنادية بمؤازره المنتخب والوقوف خلفه وخففت في الوقت نفسه من حدة الانتقادات الموجهة على اللاعبين والمدرب، مما سيخلق جوًّا أكثر من مثالي في المعسكر السعودي سيبعد المدرب عن الضغوطات لاختيار الطريقة المناسبة في التعامل مع المنتخب القطري في النهائي.
من الناحية الفنية، المنتخب السعودي قدّم أفضل مستوياته في البطولة في لقائه الأخير أمام الإمارات بعد تدرج تصاعدي في المستوى بدأ من مباراة البحرين.. المدرب الاسباني اتضح بأنه يقود الفريق بفكر جيد فعندما يتصاعد الأداء هذا يعني بأنه أدرك الأخطاء السابقة ونجح في تصحيحها .. المنتخب القطري كذلك لعب أفضل مبارياته في البطولة أمام عمان ولقنها درسًا قاسيًا بعد أن كانت ترشيحات الفوز تصب لصالحها قبل المباراة.. إذن الفريقان مرًّا بالظروف نفسها في البطولة تقريبًا.
في اللقاء الافتتاحي كانت الأفضلية تدنو للعنابي الذي أضاع الكثير من الفرص وكان قريبًا من تحقيق المفاجأة لكن المنتخب السعودي نجح في تجنب الخسارة.. العنابي كان أكثر تنظيمًا وتميز عن المنتخب السعودي في الجوانب الفنية والتكتيكية .. لكن الوضع سيختلف اليوم بكل تأكيد .. كلا المنتخبين وصلا لأفضل وضعية لهما في البطولة وكلاهما سيقدم أقصى ما عنده، وكلاهما يدرك أن مباراة اليوم لا تحتمل الهفوات والزلات إن أرادا الوصول لخط النهاية بأمان.
المنتخب السعودي يريد تحقيق لقبه الرابع والانفراد بالوصافة في سجلات أبطال البطولة مبتعدًا عن العراق .. وقطر تريد أن تتساوى مع السعودية والعراق بعدد الألقاب وتريد كذلك أن تحرز أول ألقابها خارج قواعدها بعد أن أحرزت لقبيها الوحيدين في الدوحة.. قطر ستكون لها بعض الحظوظ للفوز باللقب ولا يمكن استبعادها أو التنبؤ باستحالة قدرتها على ذلك.. لكن "الأخضر" ستكون له الأفضلية بكل تأكيد لانتزاع اللقب وسيساعد على ذلك المساندة الجماهيرية المطلوبة.. وهذا ما سيحدث!!.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية