العدد 2230
السبت 22 نوفمبر 2014
banner
غضب عماني.. تألق إماراتي! علي العيناتي
علي العيناتي
نبض العالم
السبت 22 نوفمبر 2014

لم يكن أشد المتفائلين أن تنتهي نتيجة لقاء المنتخبين العماني والكويتي باكتساح عماني قوامه خمسة أهداف نظيفة وضعته على رأس المجموعة ليلاقي المنتخب القطري وصيف المجموعة الأولى في الدور نصف النهائي. 
اتفاق شبه كامل في الأوساط الرياضية وبين مختلف وسائل الإعلام المختلفة على أن الفوز العماني الكبير شكل صدمة لم تكن متوقعة على الإطلاق. الاستغراب لم يكن من الفوز نفسه، فبعض المؤشرات قبل المباراة كانت توحي بقدرة "الأحمر" العماني على تخطي الكويت قياساً للجولتين الأوليين، لكن الصدمة تشكلت بفعل النتيجة الساحقة التي انتهت عليها المباراة، فالنتيجة لم تكن متوقعة إطلاقاً ولا يمكن أن يكون لعاقل قد تنبأ بها قبل اللقاء. نتيجة مؤلمة جداً للجماهير الكويتية التي لن تستطيع تقبلها بسهولة، وستحتاج وقتا طويلا حتى تضمد جراحها؛ لأنها تحمل دوماً مشاعر متباهية بأن منتخب بلادها هو سيد أسياد الخليج!
في المقال الذي استعرضنا فيه حظوظ الفريقين قبل المباراة كنا قد أشرنا وحذرنا المنتخب الكويتي من الأخطاء الكثيرة التي وقع بها خط الدفاع في أول مباراتين خصوصاً العمق الدفاعي الذي ضُرب كثيراً، كذلك حذرنا من سوء تمركز اللاعبين وافتقاد الفريق التوازن المطلوب في الملعب. والأهم من كل هذا أننا أشرنا إلى أن "الأزرق" ابتسم له الحظ كثيراً، وكان سبباً في الفوز على العراق والتعادل مع الإمارات! في الوقت ذاته أشدنا بالمنتخب العماني وأنه أكثر جاهزية وتنظيماً من المنتخب الكويتي. وكأننا بذلك كنا نعتقد الفوز العماني، لكن ليس بهذه السهولة بكل تأكيد!
وبالعودة للأهداف العمانية الخمسة سنجد أن جميعها أُحرزت بسبب الخلل الواضح في العمق الدفاعي.  كل المنتخبات وحتى الكبيرة منها تُضرب من العمق الدفاعي، وهذا لا يشكل خللا واضحا، لكن أن تُضرب خمس مرات في ظرف مباراة واحدة، وكانت قابلة للزيادة أيضاً يدل على أن الأمور لم تكن طبيعية مطلقاً. فهذا التخبط الدفاعي كشف مدى تواضع إمكانات المدرب البرازيلي فييرا الذي لم يعالج الأخطاء التي كانت واضحة في لقاء الإمارات بالتحديد ومدى ضعف إمكانات وتقدير لاعبي الخط الدفاعي وخاصةً قلبي الدفاع رغم خبرتهما الكبيرة!
"الأحمر" العماني استحق الفوز والتأهل بكل جدارة وحتى نكون أكثر انصافاً، فإن المنتخب العماني هو أفضل فريق في البطولة من حيث ثبات المستوى أو تطوره من بين جميع المنتخبات الأخرى. هذه النتيجة الكاسحة ستعطي شحنة معنوية كبيرة للاعبين العمانيين، وستساعدهم بشكل كبير على الوصول للنهائي كما هو متوقع!
في الجانب الآخر، أكد المنتخب الإماراتي تفوقه على المنتخب العراقي بهدفين من أقدام المتألق علي مبخوت الذي أثبتت أهدافه وتحركاته أنه من طينة المهاجمين الكبار.
"الأبيض" الإماراتي ضرب توقعات الشارع الإماراتي ووسائل الإعلام الإماراتية أيضاً عرض الحائط عندما كان التشاؤم يسودها وتوقعت لمنتخب بلادها الخروج المبكر من البطولة عطفا على المرحلة الاستعدادية قبل البطولة، والتي صاحبتها بعض الهزائم الكبيرة.
المدرب مهدي علي يثبت من مباراة لأخرى أنه الرجل المناسب لقيادة الأبيض من خلال المستوى الكبير الذي يقدمه لاعبوه والثقة العالية التي يلعبون بها في الملعب.
الإمارات كما توقعنا قبل انطلاق البطولة أنها ستذهب بعيداً في البطولة مهما كانت الظروف التي ستحيط بها أثناء البطولة؛ لأن الفريق يمتلك كل مقومات النجاح من حيث الاستقرار الفني وتوافر عدد كبير من اللاعبين الموهبين، ومدرب يمتاز بفكر راق يعرف كيف يستفيد من إمكانات لاعبيه ويظهر أفضل ما فيها.
في الوقت نفسه توقعنا خروج المنتخب العراقي من الدور الأول لافتقاده عددا كبيرا من اللاعبين المؤثرين وضعف إمكانيات اللاعبين البدلاء لهم. العراق لم تقدم أي مستوى فني يستحق الإطراء سوى ما قدمه أمام الكويت التي كانت أضعف المنتخبات في المجموعة من الناحية التكتيكية أو الفنية.
الإمارات عليها مقابلة المنتخب السعودي صاحب الضيافة في مباراة صعبة، ولكن ووفقاً لمستوى الفريقين في البطولة. الأبيض الإماراتي قادر على تخطي السعودية، والتي ستكون خطوة مهمة في الطريق للحفاظ على اللقب!

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .