العدد 2602
الأحد 29 نوفمبر 2015
banner
“إن كل الأمور على ما يرام لم تعد مقبولة” أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأحد 29 نوفمبر 2015

-صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظك الله ورعاك، خطاك الشر يا بوعلي وأدام الله تعالى عليك نعمة الصحة والسعادة، وجعلك ذخراً لوطنك وشعبك والحمدلله على السلامة-.
إن سمو رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه رجل الأمن والاستقرار في هذا البلد بامتياز، وكذلك رجل الاقتصاد والاستثمار بامتياز، ولنلتفت للعقود الثلاثة الماضية ونتأمل المكاسب والمنجزات التي تحققت في هذين القطاعين لندرك أن تجربة البحرين الرائدة في المجالين المذكورين تمثل نموذجا للدولة العصرية الحضارية التي لفتت انتباه العالم طوال السنوات الماضية واستحقت الجوائز العالمية تعبيراً عن هذه الريادة، اليوم عندما يبادر سمو رئيس الوزراء الموقر كعادته ويقود حملة واسعة مكثفة للنهوض بالاقتصاد والاستثمار في هذا الوقت الدقيق الذي يشهد فيه العالم ركودا اقتصاديا فإن الرئيس لا يأتي بجديد على مبادراته المستمرة التي تحث وتوجه وتتابع دائماً النشاط الحكومي الذي كثيراً ما يتسبب بطء وتردد بعض المسؤولين عن القيام بالتزاماتهم التي تفرضها المرحلة الحساسة والدقيقة التي تفترض أن يحققوا الإنجازات في أسرع وقت وذلك بكسر الروتين والعمل 26 ساعة لا 24 ساعة، لأن البحرين اليوم بحاجة لفريق فوق المعتاد يعمل بشكل غير مألوف كما الدول وقت الشدائد والمحن وهذا خبرناه في العقود الماضية على يد الحكومات التي قادها سمو رئيس الوزراء في مختلف المراحل.
هذه المقدمة جاءت في ضوء زيارة سموه مركز المستثمرين وتأكيد سموه أن ترديد المسؤولين عبارة “إن كل الأمور على ما يرام” لم تعد مقبولة إن لم تقترن بفعل وواقع يدعمها ويثبت أن الأمور فعلاً على ما يرام من وجهة نظر المواطن والمتعامل أولاً، مشدداً سموه على ضرورة المتابعة الحثيثة واللصيقة من قبل المسؤولين في الجهات الحكومية وفي مركز خدمات المستثمرين، وأن يكونوا متواجدين دائماً في موقع العمل للتدخل في الوقت المناسب لحل العقبات العالقة أمام جميع المستثمرين وضمان عدم تأخر طلباتهم.
هنا أريد أن أتدخل وأذكر بعض الأمثلة على التقاعس والروتين ووضع العقبات الصغيرة والهامشية التي لا تكاد تذكر أمام الحركة الاستثمارية، وسبق وخبرت ذلك بنفسي من خلال لقائي مع بعض الوزراء والمسؤولين الذين وضعت أمامهم بعض المشاريع لبعض الفعاليات التجارية ولم أجد منهم رغم الترحيب في البداية سوى التجاهل وعدم التفاعل مع المشاريع المقدمة رغم استيفائها كل الشروط والمواصفات، بل إن بعض المسؤولين يتعمد إقفال هاتفه وتخصيص هاتف آخر لاتصالاته الخاصة، بالإضافة لظاهرة غريبة وملفتة للنظر وهي “السستم داون” إذا أين استعداد وتميز الحكومة الإلكترونية إذا كان جهاز مثل السجل التجاري يخبرك بأن “السستم داون”.
كما أكد صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء أن الحكومة حريصة على تطوير مناخ الاستثمار في المملكة وإزالة أية معوقات من شأنها التأثير على القدرة التنافسية للبحرين وريادتها في مجال الاستثمار والأعمال، وذلك من خلال المراجعة المستمرة لمختلف القوانين والإجراءات التي تنظم بيئة الاستثمار وتطويرها لتتواكب مع احتياجات المستثمرين والمستجدات في السوق العالمي، وهنا أتوجه في ضوء هذا التوجيه لوزارة البلديات وأسألهم متى تمت مراجعة القوانين ودراستها وبحث المستجدات؟ بل إن هناك قوانين تسن في الفترة الأخيرة تزيد وتعقد دينمو الحركة التجارية من خلال موظفين تقليديين بعضهم عفى عليه الزمن ويتمسك بالقواعد العثمانية.
أجزم بكل ثقة بأن كثيرا من التوجيهات الصادرة من  سمو رئيس الوزراء، هناك ثمة من يبطئ بل يعطل تنفيذها ليس عمداً ولكن كسلاً وتراخيا لأن بعض هؤلاء المسؤولين يفضلون الراحة والكسل والتمركز داخل المكاتب وترك صغار الموظفين يديرون شؤونهم، بعض هؤلاء المسؤولين تعبوا أو شاخوا أو ترهلوا ولم يعد باستطاعتهم تقديم أكثر مما قدموا لأن المرحلة التي نعيشها تتطلب سرعة الايقاع وذهنا صافيا متقدا بالعمل وحيوية يفتقدها هؤلاء، وحان الوقت لتخييرهم بين تغيير نمط عملهم أو الرحيل وترك الكفاءات تأخذ المكان المناسب، وعندما أقول الكفاءات لا يأتي بنفس هؤلاء ممن تقاعدوا وأعيدوا للخدمة في مكان آخر.
“إن كل الأمور على ما يرام لم تعد مقبولة”، هذه العبارة الرائعة والعلمية والتي تشكل نظرية عمل قدمها سمو رئيس الوزراء حفظه الله، يجب أن تشكل منهج عمل للمرحلة الحالية والقادمة، وإذا لم يفهم البعض هذه المقولة ولم يتفاعل معها فلنقل له شكراً لك.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية