العدد 2430
الأربعاء 10 يونيو 2015
banner
الشاحنات الثقيلة إلى متى تحكم الشوارع؟ أحمد جمعة
أحمد جمعة
الأربعاء 10 يونيو 2015

ليست المرة الأولى ولا الأخيرة التي أكتب وسأكتب فيها عن خطورة موضوع الشاحنات الثقيلة يومياً في شوارع البحرين جنباً إلى جنب مع سيارات المواطنين الصغيرة وأحياناً تتجاوزها من قبل بعض السواق الرعناء، ولكثرة ما كتبت وربما كتب غيري، لا أرى تحركاً لا من جانب المسؤولين ولا من مجلس النواب المبجل المشغول بتقاعده.
موضوع الشاحنات الضخمة خصوصا تلك التي تنقل الحجارة والرمل غير المغطاة، لا أجد تلك القوانين التي تنظم سير جحافل الموت في الشوارع تمسها، فهذه الشاحنات ليست بالضرورة تصدمك بقدر ما تحدث لك الارتباك والقلق وهي تملأ المسارين الأيمن والأوسط وتحتكر الجسور طوال ساعات النهار وبعضها حتى بالليل ولا يوجد حسيب ولا رقيب، علما أن جميع دول العالم تقريبا بما فيها دول خليجية حددت مسارات خاصة لهذه الشاحنات أو على الأقل ساعات محددة لعبورها، وأطالب المسؤولين بالنزول يوما واحدا خلال ساعات الذروة على جسر الأمير خليفة لرؤية الحشود المكتظة وهي تحاصر سيارات المواطنين بل ورؤية الازدحام الذي تسببه بالإضافة لبعض الحوادث التي تقع.
لن أقترح الحلول فقد سبق وكتبت وهي حلول في متناول المسؤولين وأستغرب كيف لا تتخذ إجراءات من أجل انهاء هذه المشكلة الأزلية في وقت نرى فيه الدولة لم تقصر في إنشاء الشوارع والجسور وبناء الكباري.
الغريب على كثرة ما كتبنا ورددنا والمشكلة واضحة والكل يراها. لا إدارة المرور تتخذ موقفا ولا الأشغال مهتمة بالموضوع ولا المجلس النيابي طرح المشكلة ولا الصحافة عرضتها وناقشتها فيما الحوادث في زيادة والوفيات أربعة خلال أسبوع واحد، اذا أين الإجراءات المشددة والعقوبات التي كنت أنا أول المطالبين بها فيما كثير من الناس اختلفوا وربما عارضوها؟ نحن الآن امام معضلة حقيقية والمشكلة ليست بتلك البساطة حتى لا يلتفت اليها أحد، موضوعات الشاحنات في تزايد وقد تزداد مستقبلا وتتضاعف وهذا دليل على النمو والتطور ولكن مع ذلك لابد من أن تكون هناك حلول سريعة ومؤقتة على الأقل حتى تتم دراسة استراتيجية طويلة للشوارع التي تمر بها الشاحنات أسوة ببعض الدول التي قررت منع الشاحنات من عبور الشوارع المخصصة للسيارات العادية.
إن اتساع حركة العمران وتزايد الخدمات وتوسع البناء أمر يسعد ولا شك، وهو دليل على استعادة البحرين عافيتها ونأمل الكثير ولكن مثلما هناك تنمية وتطور لابد أن تواكب هذه التطور والتوسع خدمات موازية تكفل عدم حدوث السلبيات هكذا تنظر الدول دائما للجانب المرافق للتطور، فالتطور له كما يقولون سلبيات وهذا أمر جلي عرفه الإنسان المدرك للأمور وخلفياتها ومن هنا عندما نسمع بزيادة المركبات خصوصا منها الشاحنات الثقيلة فلابد من معالجة المشكلات الناجمة عن هذه الزيادة وجسر الأمير خليفة عندما أنشئ أصبح مرفقاً وطنياً ومعلماً يثير الإعجاب وكان يفترض ان ترافقه خلال السنوات الماضية حتى اليوم خدمات موازية تحفظ انسياب الحركة عليه من دون ضغوط ولكن ما نراه انه منذ ان انشئ هذه السر لم نر أي تطور او توسع رغم نقل ميناء سلمان الى المنطقة الصناعية ورغم اتساع حرية عبور الشاحنات وتزايد حركة النقل بين الميناء ومحافظات البحرين عبر الجسر ذاته، وكان يفترض ان تكون هناك دراسات مستمرة تراعي اتساع حركة النقل تلك واتخاذ الإجراءات لحفظ سلامة المواطنين ولهذا أطالب الإخوة المسؤولين في الوزارات المختصة النزول اليوم أو غدا الى هذا الجسر خصوصا بين الساعة الثانية ظهرا والرابعة لمعاينة الوضع كما ان الأمر لا يقتصر فقط على الجسر بل على عموم الشوارع العامة التي تكتظ بها الشاحنات الثقيلة والتي بعض سواقها يقودونها كما يقودون سيارات صغيرة.
أرجوا ألا يدفن هذا المقال في سلة النسيان كما كان غيره من قبل وتتجاهل المشكلة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية